
اهلا بيكم فى حلقة جديدة من خلاصة كتاب , وحلقتنا النهاردة بتتكلم عن شخصية تاريخية ذاع صيتها واطلق عليها صخرة بنى امية , قدرت انها تقاوم الصعاب ويسجلها التاريخ تاريخها مشرف مكلل بالجهود والانجازات , شخصيتنا النهاردة بتكون “عبد الملك بن مروان”.
النسب
هو عبد الملك بن مروان بن الحكم بن العاص بن امية القرشى , اتولد عبد الملك سنة 24 هجريا فى المدينة المنورة وكان فقيه من فقهاء المدينة , ومن صفات عبد الملك كان ابيض طويل القامة مقرون الحاجبين ليس نحيل ولا بدين , واتميز بنقش خاتمة اللى كان عليه عبارة (امنت بالله مخلصا) , والدته هى عائشة بنت معاوية بن المغيرة بن العاص بن امية , زوجة مروان بن الحكم ووالدة الخليفة مروان بن الحكم .
نشأته
حفظ عبد الملك القران الكريم , ولما كبر درس العلوم الاسلامية , وكان شاعر واديب اطلق على عبدالملك ابو الوليد وكمان ابو الملوك , وده لان بعد وفاته تولى اربعة من ابنائه الخلافة , وكان لعبد الملك اولاد من زوجته” ولادة بنت العباس” , وهم الوليد وسليمان ومروان الاكبر (مات وهو صغير)وعائشة , واولاده من زوجته” عاتكة بنت يزيد بن معاوية” هم يزيد ومروان ومعاوية (مات وهو صغير)وام كلثوم , واولاده من زوجته” عائشة بنت هشام بن اسماعيل المخزومى “كان ولد واحد وهو هشام واتعرفت بام هشام , واولاده من زوجته “عائشة بنت موسي بن طلحة بن عبيد الله” كان ولد واحد وهو بكار وعرف باسم ابى بكر , واولاده من زوجته “ام ايوب بنت عمرو بن عثمان بن عفان” كان ولد واحد وهو الحكم ومات وهو صغير , واولاده من زوجته ” عائشة ام المغيرة بنت المغيرة بن خالد بن العاص” كانت ابنة واحدة وهى فاطمة واولاده من “الجوارى” هم الحجاج وعبد الله ومسلمة والمنذر و وعنبسة ومحمد وسعيد الخير .
بداية خلافته
في البداية بنلاقى ان مروان ابن الحكم اول ما حس باستقرار دولته , كان حريص على انه ياخد العهود من الرؤساء بالبيعة بولاية العهد لاولاده الاتنين , فتمت البيعه لعبد الملك وعبد العزيز بعد وفاة والدهم من غير اى مشاكل , وانتقلت الخلافة بكل هدوء من الاب لارشد اولاده وهو عبد الملك بن مروان , وده كان في بداية رمضان سنة 65 هجريا لكن عبد الملك بن مروان كان حاسس ان الخلافة دى حمل ثقيل جدا , خاصة ان يعتبر فيه خليفة تانى بينافسه وهو “عبد الله بن الزبير “ اللى كان معاه القسم الشرقى من الدولة , لكن عبد الملك كان في ايده الشام ومصر وكمان دولته مبقلهاش كتير ده , غير الانقسامات الموجودة زى الشيعة في العراق والخوارج بالاهواز , فكان لازم يثبت رجليه في الحكم اللى بيحيطه الاخطار من جهات كتير , وعشان يضمن البقاء كن لازم يعيد الوحدة ويواجه كل دول ، غير الجيوش اللى على الحدود اللى كانت متربصة ، يعنى الخطر من الداخل والخارج وده كان وضع عبد الملك ، واحساسه بعظم المسئولية لكن بنلاقى ان عبد الملك كان صاحب خبرة كبيرة خاصة في السياسة من ايام ما كان رئيس الديوان في ايام معاوية ابن ابى سفيان ، فكان بيحضر مجالس الخليفة واكتسب خبرات كتير ده غير ثقافته العربية ، وبراعته في الخطابة والشعر والادب وايمانه القوى لان عاش حوالى اربعين سنة في المدينة ، قبل ما يرحل مع اسرته للشام وفى الوقت ده عبد الملك كان وزير لوالده وايده اليمين .
تعالو نشوف ياترى عبد الملك بدا من اى جهة عشان يوصل لحلمه ويحقق الوجدة ياترى من العراق ولا الحجاز واستقر على انه يفتح العراق اللى كان فيها المختار وبعث جيش كبير بقيادة عبيد الله بن زياد وكان محدش بيحبه ووصل الجيش لارض الموصل ودارت معركة كبيرة بالقرب من نهرالخازر وانتصر فيها جيش العراق واتقتل بن زياد وبكده جيش الشام مات منه وغرق منه كتير وكان خبر الهزيمة مؤلم جدا لعبد الملك لكنه كان عنده تحمل وصبر وبكده اتاخرفتح العراق لسنوات بس كان لازم من لم شمل المسلمين ووحدتهم لكن الظاهر ان الوحدة دى مكنتش هتتحقق الا فى ميدان الحرب وكان لازم عبد الملك يواجه ابن الزبير وفعلا التقى جيش الشام مع الحجازيين فى معركة الربذة وانتهت بهزيمة جيش الشام ووصل الخبر لعبد الملك وحس وقتها بالياس لكن بسرعة استعاد ثقته بنفسه وفى السنة اللى بعدها جهزجيش وكان وجهته الحجاز بقيادة عبد الملك بن الحارث بن الحكم ووصل الجيش لوادى القرى فى شمال الحجاز لكن اتلقو فيه اشتباك بين جيش المختار اصحاب العراق وجيش ابن الزبير وكان جيش المختار اخد اوامر باحتلال المدينة لكن جيش المختار انهزم فى الوقت ده رجع جيش الشام من وادى القرى من غير نتيجة حاسمة ومن هنا وجدعبد الملك ان يكتفى بالدفاع عن مملكته فى الشام ووافريقيا وقرر ان يدعم قواعد حكمه فى بلاده وينظم شئونهاالداخلية ويجهز جيش قوى يقدر يواجه بيه اى عدو وفى الوقت ده كان فيه معارك بين الحجازيين والعراق انتهت بفوز ال الزبير وبقت العراق تحت سيطرتهم بس فضلت منازعات كتير بينهم وبكده يبقى فيه دولتين دولة دستورية وشرعية وهى دولة ال مروان ودولة تانية بيمثلها عبد الله بن الزبير فى المدين واخوه مصعب بن الزبيرفى العراق وفى الوقت ده كان عبد الملك بيشرف على تنظيم الجيوش وبيستعد لصد اى هجوم خارجى زى الروم او داخلى فكان لابد من توحيد الدولة عشان كمان يستفيد من ثروات العراق فى الوقت اللى محتاج فيه لاى دعم وكمان عشان يوسع حدود الدولة
فوضع مروان خطة عشان ينحاز له اهل العراق ويبعدهم عن تاييدهم لمصعب ابن الزبير اللى ارتكب اخطاء كتير وغير كده اهل العراق
كانو بيميلو للاستقرار تحت لواء الدولة الاموية وبدا عبد الملك بن مروان فى تنفيذ الخطة واولها انه يزيل العقبة وهى عقبة حصن قرقيسيا اللى تحت ايد بن الحارث الموالى لابن الزبير ولو زال العقبة دى هيتفتح الطريق للعراق وبدات الغارات والمعارك والتدمير واخد عبد الملك مكان فى شمال الشام على الحدود بينه وبين العراق بالقرب من قنسرين وخلاه مركز لمعسكره مع جيشه كل سنة وعشان كمان يعلن قوته و يخوف الروم وخصومه فى العراق وفى مرة وهو متوجه لقرقيسيا وقرب من حدود العراق اتفاجىءان فيه مؤامرة ضده من عمرو بن سعيد بن العاص ابن عمته ومن اسرته بس بيكن له الحقد من زمان واراد عمروبن سعيد انه يعمل انقلاب على عبد الملك وياخد الخلافة منه لكن عبد الملك عرف ورجع بسرعة وحاصر دمشق وحصل اشتباكات وانتهت اخيرا بالصلح وبكده عبد الملك مش قادر يطلع بجيشه ليغدروا بيه تانى وكان متامر عليه ناس كتير من اسرته لكن يقال ان احد موالى عبد الملك قضى على عمرو بن سعيد وعفا عبد الملك عن اسرته وبعتهم للعراق وخرج عبد الملك بعد كده بجيش كبير سنة 71 هجريا عشان يحسم الموقف وينهى مسالة العراق اللى تحت سيطرة مصعب بس كان لازم يزيل عقبة قرقيسيا
وبعد مناوشات وتهديدات ومكاتبات اتفق الجانبين على الصلح وانتهت بكدة مسالة قرقيسيا وكانت بتمثل شوكة فى جنب الشام وبكده اتفتح الطريق للعراق وعزم عبد الملك انه يروح العراق ويقاتل مصعب ولما عرف مصعب بقدوم عبد الملك ارسل لابراهيم ابن الاشتر وكان على ولاية الموصل واحضر جيشه ولكن اهل البصرة خذلوه وفضلو البقاءفى بيوتهم وبعث عبد الملك لمصعب وقاله تعالى ويكون الامر شورى بين المسلمين لكن مصعب قال السيف بيننا وفضل القتال لغاية ما واجه مصعب عبد الملك وعبد الملك قاله يعز علي ان تقتل وقاله تعالى ولك المال والولاية لكن
مصعب رفض وفضل القتال وفضل يقاتل حتى قتل بعد كده دعا عبد
الملك جنود العراق وبايعوه ودخل الكوفة وبايعوه وقرب يحقق هدفه بن وهو توحيد الدولة وبعد فترة بعث جيش بقيادة الحجاج بن يوسف الثقفى عشان يحارب عبدالله بن الزبير فى مكة اللى جناحه اتكسر بقتل اخوه وبضياع العراق وبدا الحجاج بحصار مكة سنة 72 هجريا واحتل المدينة وضرب الحجاج خصومه بالمنجنيق ويقال ان الحجارة كانت بتقع بين ايدين ابن الزبير وهو بيصلى وكان الحصار شديد على اهل مكة وتعب الناس من الحصار ده ولما عرض عليهم الحجاج الامان قبلو وتخلو عن ابن الزبير اللى رفض الاستسلام وقاتل قتال الابطال لحد ما قتلوه فى يوم الثلاثاء فى جمادى الاولى سنة 73 هجريا وبايع اهل مكة عبد الملك وبدا عهد جديد وبكده يكون عبد الملك استولى على العراق والحجاز ومعاه الشام ومصر تحت لواء خليفة واحد وهو عبد الملك بن مروان وكان للدولة الكبيرة دى عاصمة واحدة وهى دمشق وكان عام 74 هجريا هو اول عام يحل وكلمة الامة مجتمعة بعد خلاف ونزاع طويل حوالين الخلافة وسمى العام بعام الجماعة يعنى عام الوحدة ودلوقتى بعد ما عبد الملك حقق حلمه فى تحقيق الوحدة راح الحجاز وحج بالناس فى موسم الحج سنة 75 هجريا وقعد فى مكة والمدينة فترة وخطب فيهم ورضو به خليفة لكن للاسف كان فيه حركة تمرد مش عايزة الاستقرار للمسلمين ولا الوحدة الحركة دى كانت من الخوارج وكان فيه معارك مع الخوارج بس كانت معارك تصفية وكان رئيس الخوارج هو قطرى بن الفجاءة اللى هزم عبد العزيز بن عبد الله لكن عبد الملك عين مكانه الملهب اللى هو كان ادرى بالخوارج وانتهى بعد كده امر الخوارج فى معركة يوم البستان سنة 77 هجريا وكمان ظهر عصيان من اهل الكوفة والبصرة واستهتروا بالاوامر واصبح الموقف خطير
ولما وصل الاخبار دى لعبد الملك قرر اتباع سياسة الشدة والحزم وامر
ان يتولى اهل العراق الرجل اللى كان قائد فى حرب ابن الزبير الرجل ده معروف عنة الشدة والغلظة هو الحجاج بن يوسف الثقفى وفعلا تم القضاء على الثورات واتوحدت الدولة وحدة نهائية واتوسعت حدودها من نهر بلخ وجبال سجستان ومشارف الهند شرقا الى اواسط بلاد المغرب غربا ومن بحر قزوين والبحر الاسود شمالاالى حدود النوبة والسودان جنوبا كل ده بقى دولة واحدة وكتلة واحدة فى عهد عبد الملك بن مروان فكان ده اكبر نجاح مقدرش خليفة يحققه بس عبد الملك نجح وحقق المعجزة دى ومش بس انقذ دولة الاسلام من شرور الانقسام لا ده كمان استمر فى الفتوحات اللى ضمت بلاد كتيرمهمة فى عهده وتحريرها من احتلال الروم وعمل اصلاحات داخلية وخارجية وحقق استقلال اقتصادى وسياسى للدولة وكمان اصدر عملة عربية قومية وجعل اللغة العربية هى اللغة الرسمية للدولة واعطى الطابع النهائى لنظام البريد وضرب الدنانير وكتب عليها القران وهو اول من كسا الكعبة وتمت فى عهده اصلاحات زراعية وتجارية كثيرة وبنى عبد الملك مسجد قبة الصخرة وعمل نهضة ادبية وثقافية عظيمة
وفى سنة 85 هجريا اراد عبد الملك عزل اخوه عبد العزيز من الخلافة عشان يعين ابنه الوليد بن عبد الملك لكن القدر ريحه من التعب ده واتوفى عبد العزيز وراحت الخلافة لابنه الوليد ووصل عبد الملك لسنة 86 هجريا والامور مستقرة والدولة تحت راية واحدة ومضى على حكمه واحد وعشرين سنة ومرض مرضه الاخير وكان عنده فى الوقت ده 62 سنة وكان عبد الملك بيتوقع موته فى شهر رمضان وقال فيه ولدت وفيه فطمت وفيه جمعت القران وفيه بايع لى الناس لكنه توفى فى نص شوال سنة 86 هجريا بعد وصيته لاولاده بتقوى الله وتوفى فى دمشق ودفن خارج باب
الجابية وبكده تكون خلصت حلقتنا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته (7)
اهم المصادر
عبد الملك بن مروان والدولة الاموية تاليف الدكتور محمد ضياء الدين الريس
[…] 50 هجرية لكن بعد فترة هاجر مع اهله الى الشام وكان والده عبد الملك حريص جدا على تربية اولاده تربية اولاده تربية صحيحة […]