ملخص كتاب الإبادة الجماعية
في “كتاب الإبادة الجماعية” أو “What is Genocide?” للكاتب مارتن شو، نجد محاولة فريدة للغمر في أعمق تعقيدات الجريمة التي شهدتها البشرية عبر التاريخ. هذا الكتاب ليس فقط دراسة تاريخية أو قانونية، بل هو تأمل في الروح البشرية والظروف التي قد تقود مجتمعًا كاملًا إلى الانخراط في فعل فظيع مثل الإبادة الجماعية.
يسعى شو إلى تقديم تعريف شامل للإبادة الجماعية، بدءًا من الأصول التاريخية للكلمة وصولًا إلى كيفية استخدامها في القانون الدولي. ولكنه لا يتوقف هنا، فهو يأخذ القارئ في رحلة عبر الأزمان، مُقدمًا أمثلة حية على الإبادات الجماعية التي وقعت في العديد من أنحاء العالم.
من خلال “كتاب الإبادة الجماعية”، نتعلم عن الظروف التي ساهمت في وقوع هذه الجرائم، وكذلك العوامل التي قد تمنع حدوثها مستقبلاً. إنه كتاب يدعو إلى الوعي والتفكير، وهو ضروري لكل من يرغب في فهم تاريخنا الإنساني وكيفية تشكيل مستقبل أكثر إنسانية.
جدول المحتويات
ما هي الجذور الحقيقية والتعريف الدقيق للإبادة الجماعية؟
عند الغمر في “كتاب الإبادة الجماعية” لمارتن شو، نكتشف تفاصيل معمقة حول معنى الإبادة الجماعية ووزن هذا المصطلح في التاريخ الإنساني. في عالمنا المعاصر، أصبح استخدام بعض المصطلحات شائعًا إلى درجة قد نغفل فيها عن الفهم العميق لمعانيها. وهنا، يحرص شو على تقديم لنا صورة واضحة ودقيقة للإبادة الجماعية وما تمثله.
عند الدخول في قسم التعريف والأصول في الكتاب، نكتشف أن مصطلح الإبادة الجماعية ليس فقط تجميعًا للكلمات أو مفهومًا عابرًا. إنه يجسد تاريخًا مظلمًا لأفعال البشر، مأسي وإبادة منهجية لمجتمعات كاملة بناءً على هويتها. وقد اشتقت كلمة الإبادة الجماعية من الكلمة اليونانية “genos”، التي تعني العرق أو القبيلة، ولاحقة “cide” اللاتينية التي تعني القتل. هذا المصطلح يعبر عن القتل المتعمد لمجموعة عرقية أو دينية أو عنصرية.
لكن كيف اندرج هذا المصطلح في مفرداتنا الحديثة؟ رافائيل ليمكين، الذي تأثر بفظائع الهولوكوست خلال الحرب العالمية الثانية، هو من صاغ المصطلح لأول مرة. حيث أراد ليمكين توفير مصطلح قوي يعبر عن هذه الأفعال الفظيعة الموجهة ضد المجموعات، وقد مهد طريقًا لاعتماد المصطلح في المعاهدات والاتفاقيات الدولية، ولا سيما اتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948.
فهم أصول وتعريف الإبادة الجماعية ليس مجرد مسعى أكاديمي، بل هو تذكير بمسؤوليتنا المشتركة في التعرف ومواجهة الأفعال التي تهدد نسيج إنسانيتنا المشتركة. من خلال استكشاف شو الدقيق، يُشجع القراء ليس فقط على معرفة الكلمة، ولكن على فهم جاذبيتها والعواقب الوخيمة التي تمثلها.
كيف حددت اتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948 مفهوم الإبادة الجماعية في القانون الدولي؟
في السرد الشامل الذي قدمه “كتاب الإبادة الجماعية”، يقدم مارتن شو نظرة دقيقة وعميقة حول الدلالات المحيطة بمصطلح “الإبادة الجماعية”. ومن أبرز الأقسام في الكتاب نجد تحليلًا مفصلًا للإطار القانوني الذي يحدد فهم وتصنيف الإبادة الجماعية في السياقات الدولية.
تعد اتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948 ركيزة أساسية في هذا الحديث. في أعقاب رعب الحرب العالمية الثانية وأحداث الهولوكوست المروعة، ظهرت الحاجة الملحة لتبلور تعريف قانوني يضمن أن تكون هذه الجرائم معترفًا بها وأن تمنع نشوءها في المستقبل. وكانت اتفاقية الإبادة الجماعية ردًا دوليًا بهدف ترسيخ ما يشكل الإبادة الجماعية وإقامة آليات مسؤولية.
يوضح شو أن الاتفاقية لم تقدم فقط تعريفًا قانونيًا جافًا. بل حددت الإبادة الجماعية كأفعال ترتكب بقصد تدمير، كليًا أو جزئيًا، مجموعة وطنية أو عرقية أو عنصرية أو دينية. وهذا يشمل إحداث ضرر جسدي أو عقلي خطير لأعضاء المجموعة، أو فرض ظروف تؤدي إلى تدميرها بدنيًا، أو فرض تدابير لمنع الولادات داخل المجموعة، أو نقل الأطفال بالقوة من المجموعة إلى مجموعة أخرى.
لا يمكن التقليل من أهمية هذه الاتفاقية في القانون الدولي. فلم تكن مجرد وسيلة للاعتراف العالمي بالإبادات الجماعية الماضية، ولكنها أسست أيضًا لقاعدة قانونية يمكن استنادًا إليها محاسبة الدول في حالة وقوع أعمال قد تكون إبادة جماعية محتملة في المستقبل.
بإجمال، يقدم “كتاب الإبادة الجماعية” للقراء فهمًا شاملًا لكيفية سعي المجتمع الدولي لتعريف الإبادة الجماعية قانونيًا، وكيفية السعي المستمر لمنع هذه الجريمة الشنيعة ضد الإنسانية.
التاريخ – مكتبة خلاصة كتاب (khkitab.com)
كيف يميز ‘كتاب الإبادة الجماعية’ بين الإبادة الجماعية وأشكال أخرى من العنف الجماعي؟
عند الغمر في “كتاب الإبادة الجماعية” لمارتن شو، نكتشف استكشافًا عميقًا لأنماط متعددة من العنف الجماعي، مُبرزًا التفاصيل والاختلافات بينها. تتناول واحدة من المناقشات المحورية في الكتاب التمييز بين الإبادة الجماعية وأشكال أخرى من جرائم العنف الجماعي الكبيرة.
تمتاز الإبادة الجماعية، كما يُشدد عليه شو، بخصوصية فريدة: النية في القضاء على مجموعة عرقية، أو دينية، أو وطنية، سواء كان ذلك بالكامل أو جزئيًا. هذه النية المميزة تجعل الإبادة الجماعية تقف بمفردها بين أشكال العنف الجماعي الأخرى. وبينما قد تكون خسائر الأرواح هي الخيط المشترك، تختلف الدوافع والأهداف الكامنة وراءها بشكل كبير.
على سبيل المثال، تُعتبر البوليتيسيدات، وهي شكل آخر من أشكال العنف الجماعي الذي يناقشه شو، هجمات تستهدف بشكل أساسي الجماعات السياسية. وغالبًا ما تكون النية وراء البوليتيسيدات نابعة من الرغبة في الحفاظ على السلطة أو القضاء على المعارضة السياسية، بدلاً من القضاء على مجموعة عرقية أو دينية معينة. من ناحية أخرى، يشير مصطلح الكلاسيسيد إلى العنف الجماعي الذي يستهدف الطبقات الاجتماعية، ويتم تحريكه بواسطة دوافع اقتصادية اجتماعية.
من خلال المقارنة والتباين بين هذه الأشكال المختلفة من العنف، يقدم شو للقراء ليس فقط تعريفات ولكن فهمًا أوسع للعوامل المجتمعية والسياسية والأيديولوجية التي تؤدي إلى مثل هذه الأحداث. وهو هذا التحليل المعقد الذي يبرز فرادة كل شكل من أشكال العنف الجماعي ويُسلط الضوء على أهمية التعرف على هذه الاختلافات. فالتعرف على هذه الفروقات أمر بالغ الأهمية، فمن خلال فهم هذه الاختلافات يمكن للمجتمع التعامل بفعالية والعمل نحو منع هذه الأعمال الشنيعة في المستقبل.
كيف يسلط ‘كتاب الإبادة الجماعية’ الضوء على أبرز الإبادات الجماعية في التاريخ من خلال دراسات حالة مُفصلة؟
في “كتاب الإبادة الجماعية” لمارتن شو، يتم اصطحاب القراء في رحلة توضيحية عبر الزمن، مستعرضًا فصولًا مظلمة من تاريخ الإنسانية. يُعمق جزء أساسي من هذا الكتاب في دراسات حالة تاريخية، مُقدمًا نظرة ثاقبة على الإبادات الجماعية الرئيسية، وذلك لإلقاء الضوء على الحلقات الوحشية التي شكلت فهمنا لهذا العمل الشنيع.
يبرز الهولوكوست كمثال أساسي. عندما يستعرض شو رعبه، يرسم صورة مروعة للإبادة المنهجية لستة ملايين يهودي على يد النظام النازي. هذه المأساة، التي تجذرت في معاداة السامية الشديدة والكراهية المدعومة من الدولة، تجسد جوهر الإبادة الجماعية، مُقدمًة تجليًا واضحًا للنية في القضاء على مجتمع كامل بناءً على هويتهم العرقية أو الدينية.
ومع ذلك، الهولوكوست ليس هو التركيز الوحيد. تُبرز الإبادة الجماعية الأرمنية، التي غالبًا ما تُطلق عليها “الإبادة الجماعية المنسية”. يوضح شو المذبحة المنهجية لـ 1.5 مليون أرمني على يد الإمبراطورية العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى، مُسلطًا الضوء على الدوافع السياسية والثقافية وراء الأعمال الإبادية. تُظهر هذه الحادثة العواقب المدمرة عندما يغض المجتمع الدولي الطرف عن جرائم العنف الجماعي، خاصةً في ظل الإنكار الطويل الذي واجهته.
إبادة رواندا، فصلًا مظلمًا أحدث، هو دراسة حالة أخرى حيوية. هنا، يُظهر شو الذبح السريع والوحشي لنحو 800,000 من التوتسي والهوتو المعتدل خلال مدة قصيرة تبلغ 100 يوم فقط. تُظهر هذه الإبادة، التي تم تحفيزها بواسطة التوترات العرقية العميقة والتلاعب السياسي، كيف يمكن أن تنزلق الإنسانية بسرعة إلى الفوضى عندما تسيطر الأيديولوجيات المنقسمة.
من خلال فحصه المُتأني لهذه الإبادات الجماعية التاريخية، يحقق “كتاب الإبادة الجماعية” أكثر من مجرد سرد للأحداث الماضية. يُقدم تعليقًا مُؤثرًا على الطابع الدوري لمثل هذه الجرائم، والظروف التي تولد هذه الأعمال، وأهمية الوعي والتدخل على المستوى العالمي. إنه دعوة صارخة للفهم والتأمل والعمل المشترك لضمان عدم تكرار أغمر فصول التاريخ.
ما هي العوامل الاجتماعية والسياسية في ‘كتاب الإبادة الجماعية’ التي تسلط الضوء على مسببات الأحداث الإبادية؟
يُعتبر “كتاب الإبادة الجماعية” لمارتن شو منبرًا للتحليل العميق لأحداث الإبادة الجماعية التي تمزق الإنسانية. واحدة من أكثر الأقسام إلقاءً للضوء في هذا الكتاب تبحث في العوامل الاجتماعية والسياسية التي تؤدي إلى مثل هذه الأحداث المأساوية. يكشف هذا الجزء عن الشبكة المعقدة للظروف والمحفزات، مُبرزًا التقدم التدريجي نحو العنف الجماعي.
تأخذ الأيديولوجيات المتطرفة مكانًا مركزيًا في الحوار. يُشدد شو على كيفية تشكيل المعتقدات المتطرفة، عندما يُسمح لها بتغلغل نسيج المجتمع، قاعدة لأعمال الإبادة الجماعية. غالبًا ما تنبع هذه الأيديولوجيات من وجهات نظر مشوهة حول التفوق أو النقاء العرقي أو الديني أو حتى الموجهات الإلهية. عندما تتجذر هذه المعتقدات بعمق داخل شعب، يخلق ذلك بيئة ملائمة للتمييز وعدم التسامح والعنف الناتج فيما بعد.
تُعتبر عمليات إزالة الإنسانية جزءًا أساسيًا آخر يتناوله شو. يُوسع في شرح كيف يتم تصوير الضحايا المحتملين غالبًا باعتبارهم “الآخر” أو “الأدنى” أو حتى “غير البشري” من قبل الجماعات الفاعلة. هذه التصنيفات ليست مجردة أو رتورية فقط؛ فهي تُعد الأساس لتبرير العنف، حيث يجعل إزالة الإنسانية من مجموعة معينة من الأشخاص أمرًا أسهل بالنسبة للجماهير لقبوله أو حتى المشاركة في اضطهادهم. هذه العملية هي أداة نفسية تسهل تبرير وترشيد الأعمال الشنيعة ضد المجموعة المستهدفة.
علاوة على ذلك، يتم فحص التعقيدات السياسية ودورها في تعزيز الإبادات بدقة. يُغمر شو في كيفية استغلال الأجندات السياسية المعينة أو الصراعات من أجل السلطة وتفاقم الخصومات المجتمعية القائمة، وتحويلها إلى حملات إبادة جماعية بكاملها.
من خلال التنقيب عن هذه العوامل الاجتماعية والسياسية، لا يقدم “كتاب الإبادة الجماعية” تحليلًا أكاديميًا فقط، ولكنه يقدم أيضًا تحذيرًا صارخًا. يُبرز أهمية اليقظة والتعليم والوقاية النشطة لمنع بذور الإبادة من التأصل. يدعو الكتاب إلى المسؤولية الجماعية للاعتراف ومك
افحة هذه العوامل، مُضمنًا أن المجتمع يظل محميًا ضد أقصى إمكانياته المظلمة.
لماذا تواجه المجتمع الدولي صعوبة في الاستجابة بفعالية للإبادات الجماعية؟
يتناول “كتاب الإبادة الجماعية” لمارتن شو بعمق التعقيدات المحيطة برد فعل المجتمع الدولي على الإبادات الجماعية. تكشف هذه البُعد من الكتاب عن متاهة التحديات والتعقيدات السياسية التي تؤخر أو تقوض في كثير من الأحيان الاستجابة العالمية لمثل هذه الأزمات الخطيرة.
أحد المشكلات الأساسية التي يُسلط شو الضوء عليها هو مشكلة الاعتراف. قبل اتخاذ أي إجراء عملي، هناك تحدي الاعتراف العالمي بأن هناك إبادة جماعية قائمة بالفعل. هذه العملية ليست بسيطة. غالبًا ما يتم مناقشة وتحليل تعريف “الإبادة الجماعية” من قبل العلماء والسياسيين وخبراء القانون، مما يؤدي إلى تأخير واختلافات في التقييم الميداني.
كما تلعب الاهتمامات السياسية دورًا كبيرًا في هذا التردد. يناقش شو كيف يمكن أن تؤثر التحالفات الجيوسياسية والشراكات الاقتصادية والاهتمامات الاستراتيجية في استعداد دولة أو مجموعة من الدول للتدخل أو حتى الاعتراف بوجود إبادة جماعية. في بعض الحالات، قد تختار الدول القوية تجاهل أو التقليل من أحداث الإبادة الجماعية إذا كان الاعتراف بها قد يعرض مصالحهم الاستراتيجية أو الاقتصادية للخطر.
علاوةً على ذلك، يُظلل ظل التدخلات السابقة المجتمع الدولي. قد تكون المساعي السابقة، حتى إذا تم تنفيذها بأفضل النوايا، قد أدت إلى عواقب غير مقصودة، مما يخلق إحساسًا بالحذر وفي بعض الأحيان التردد في التدخل مرة أخرى.
اللوجستيات والقدرة على التنفيذ هي مجموعة أخرى من التحديات. حتى عندما يكون هناك توافق حول ضرورة التدخل، قد تكون اللوجستيات المتعلقة بكيفية التدخل ومتى وبأي موارد مُرهِقة. بدون استراتيجية واضحة والتزام، قد تؤدي مثل هذه التدخلات إلى المزيد من الأذى عوضًا عن النفع.
من خلال تحليل هذه التحديات متعددة الأوجه، يقدم “كتاب الإبادة الجماعية” نظرة ثاقبة إلى صعوبات تقديم استجابة دولية فعالة. يُبرز عمل شو أهمية العمل الموحد والفوري والحاسم عند مواجهة الإبادات الجماعية، مُحثًا المجتمع الدولي على تقديم الأولوية للإنسانية فوق الاعتبارات السياسية أو الاقتصادية.
كيفيةالوقاية وتحقيق العدالة بعد الإبادة؟
في “كتاب الإبادة الجماعية” لمارتن شو، يُوضع تركيز كبير على الحاجة الماسة للوقاية من الإبادة الجماعية والسعي نحو تحقيق العدالة بعد وقوع مثل هذه الأحداث. يعمل هذا القسم الرئيسي من الكتاب كنداء للتحرك ودليل شامل حول الآليات المتاحة للمجتمع الدولي لوقف التوجهات الإبادية وضمان محاكمة الجناة.
أحد الموضوعات الرئيسية التي يتناولها شو هو الحاجة إلى التدخل المبكر. تُعتبر التعرف على علامات التحذير الأولى لوقوع إبادة محتملة، مثل زيادة خطاب الكراهية والتمييز المنهجي وتصاعد العنف ضد مجموعة معينة، من الأمور الحيوية. يمكن أن يقلل التدخل المبكر والفوري من الأعمال الوحشية المحتملة، مما يوفر العديد من الأرواح في العملية. يُشدد شو على أهمية الرصد المستمر والتعاون الدولي والدبلوماسية الاحترازية لمنع تقدم الأجندات الإبادية.
يُعتبر التعاون الدولي ركيزة أخرى في حوار شو. لا تستطيع دولة واحدة، بغض النظر عن قوتها، منع الإبادة بمفردها أو محاكمة من يُحركها. الجهود التعاونية، سواء كانت من خلال الأمم المتحدة أو المنظمات الإقليمية أو التحالفات بين الدول ذات التفكير المماثل، تُعزز فعالية ووصول الإجراءات الوقائية. يمكن أن يُحقق مشاركة المعلومات وتنسيق الضغوط الدبلوماسية والتدخلات العسكرية المشتركة عند الحاجة حاجزًا قويًا ضد الراغبين في إبادة شعب بأكمله.
وأخيرًا، يُشدد بقوة على السعي نحو تحقيق العدالة بعد الإبادة. يُسلط شو الضوء على أهمية محاكمة الجناة، وليس فقط كشكل من أشكال القصاص، ولكن كرادع للمجرمين المحتملين في المستقبل. يُظهر إنشاء ودعم المحاكم الدولية، مثل المحكمة الجنائية الدولية، أن هؤلاء المسؤولين عن تنظيم وتنفيذ الإبادات الجماعية سيواجهون عواقب أعمالهم الوحشية.
من خلال فحص واقعي لآليات الوقاية وسعي تحقيق العدالة بعد الإبادة، يدعو “كتاب الإبادة الجماعية” القراء والقادة على حد سواء إلى البقاء في حالة يقظة ووحدة وثبات في مواجهة واحدة من أخطر جرائم الإنسانية. يُجسد الكتاب الإيمان بأنه من خلال الجهد المشترك، يمكن للعالم بالفعل ضمان أن “لا يتكرر ذلك مرة أخرى” ليس فقط كعبارة، ولكن كواقع حقيقي.
هل يمكن أن تقدم فهم الإبادات الجماعية السابقة خارطة طريق للوقاية في المستقبل؟
في “كتاب الإبادة الجماعية” لمارتن شو، يُشجع القراء على التأمل العميق في الأنماط المتكررة التي ميزت الإبادات الجماعية في الماضي. هذا القسم التأملي يقدم أكثر من مجرد سرد تاريخي؛ فهو نداء ملح للإنسانية لاستخلاص الدروس من المأسي السابقة للوقاية من حوادث مماثلة في المستقبل.
يحلل شو بدقة الخيوط المشتركة التي تشابكت من خلال أحداث الإبادة الجماعية السابقة. غالبًا ما تتضمن هذه السمات المشتركة تحليل الجماعات المستهدفة، وتكوين الأيديولوجيات المتطرفة، واستخدام الدعاية لبث الكراهية، والتفكيك المنهجي للرقابة السياسية والاجتماعية التي قد تمنع مثل هذه الأفعال المتطرفة.
لا يمكن التقليل من أهمية التعرف على هذه الأنماط. من خلال فهم هذه المقدمات وتسلسلها النموذجي، يمكن للحكومات والمنظمات الدولية والمجتمع المدني تحديد علامات التحذير المبكرة لوقوع إبادة محتملة. التعرف على هذه المؤشرات المبكرة هو الخطوة الأولى والحاسمة نحو العمل الوقائي.
علاوةً على ذلك، يُؤكد شو على دور التعليم والذاكرة الجماعية. من خلال ضمان أن رهبة الإبادات الجماعية السابقة يتم تدريسها على نطاق واسع ولا تُنسى أبدًا، يمكن للمجتمعات أن تحصن نفسها ضد الأيديولوجيات الخبيثة التي تدعم مثل هذه الأعمال المروعة. تثقيف الجيل الأصغر عن هذه الفصول المظلمة من التاريخ يمكن أن يُحدث جمهورًا أكثر إلمامًا ويقظة وتعاطفًا يقاوم السرديات المقسمة والكريهة.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للتعاون الدولي والتحالفات أن تلعب دورًا رئيسيًا. من خلال إقامة التزام مشترك بمنع الإبادة الجماعية وإعداد آليات تسمح بردود فعل سريعة ومنسقة، يمكن للمجتمع الدولي ضمان أنه عندما تظهر علامات التحذير، يتم التعامل معها بسرعة وحزم.
يدفع “كتاب الإبادة الجماعية” القراء لمواجهة الحقيقة المؤلمة: أن بذور الإبادة الجماعية غالبًا ما تنبت في ظروف عادية، معززة باللامبالاة المجتمعية والتحيز السياسي. ولكن من خلال فهم هذه الأنماط والعمل وفقًا لدروس التاريخ، هناك أمل في أن يتم توفير الأجيال المستقبلية من رهبة الإبادة الجماعية.
ما هي أكبر مجزرة في التاريخ؟
أكبر مجازر في التاريخ تعتمد على التعريف الذي نستخدمه للـ”مجزرة”. إذا كنا نتحدث عن عدد القتلى في فترة زمنية قصيرة، فقد تكون هجمات القنابل الذرية على هيروشيما وناغازاكي خلال الحرب العالمية الثانية من بين أكبر المجازر من حيث عدد القتلى في فترة قصيرة. ولكن إذا كنا نتحدث عن “الإبادة الجماعية” أو مجازر تمتد على فترات زمنية أطول، فقد يعتبر الهولوكوست، حيث قتلت النازية حوالي 6 ملايين يهودي، والإبادة الجماعية للأرمن خلال الإمبراطورية العثمانية، حيث قُتل حوالي 1.5 مليون أرمني، من بين أكبر المجازر في التاريخ الحديث.
هناك أيضًا مجازر أخرى ذات حجم كبير في التاريخ، مثل الإبادة الجماعية في رواندا في عام 1994، والمجازر التي ارتكبت خلال الحروب والثورات المختلفة. وفي العصور القديمة، قامت الإمبراطوريات مثل الفرس والمغول بارتكاب مجازر كبيرة خلال حملاتهم العسكرية.
ومع ذلك، من الصعب تحديد “أكبر” مجزرة في التاريخ بشكل قاطع نظرًا للتحديات المرتبطة بتوثيق وتحديد الأرقام وفترات الزمن المتورطة.
ما هي أبرز الإبادات الجماعية التي شهدها التاريخ وما هو عدد الضحايا في كل منها؟
هنا قائمة ببعض الإبادات الجماعية المشهورة التي وقعت على مر العصور:
- الهولوكوست: نُفذت بواسطة النازيين في ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية وراح ضحيتها حوالي 6 ملايين يهودي.
- الإبادة الجماعية للأرمن: وقعت خلال الحقبة العثمانية بين عامي 1915 و1923 وراح ضحيتها حوالي 1.5 مليون أرمني.
- الإبادة الجماعية في رواندا: وقعت في عام 1994 وراح ضحيتها ما يقارب من 800 ألف توتسي على أيدي الهوتو.
- الإبادة الجماعية في كمبوديا: نُفذت على يد خمير الحمر بين عامي 1975 و1979 وراح ضحيتها حوالي 2 مليون شخص.
- الإبادة الجماعية للبوسنيين: وقعت خلال الحرب في البوسنة بين عامي 1992 و1995 وراح ضحيتها حوالي 100 ألف شخص.
- الإبادة الجماعية للهيريرو والناما: وقعت في ناميبيا خلال الاستعمار الألماني بين عامي 1904 و1908 وراح ضحيتها حوالي 80,000 شخص.
هذه القائمة لا تشمل كل الإبادات الجماعية التي شهدها التاريخ، ولكنها تسلط الضوء على بعض الأحداث الكبرى التي أثرت بشكل كبير في الذاكرة التاريخية العالمية. الأرقام المذكورة هي تقديرات قائمة على الأبحاث التاريخية، وقد تختلف باختلاف المصادر.