المؤلف مصطفى محمود
عدد الصفحات 117
نبذة عن كتاب السؤال الحائر
يناقش الكتاب بإسلوب أدبي ثري ومنوع مواضيع شتى في مقالات متفرقة بدأها بالسؤال نفسه عن أحلى اللحظات في حياته و أكثرها سعادة ؟ والسنما والحب الذي يقدم فيها ومدى ارتباطه بالواقع كذلك يناقش الأفكار الشيوعيه و الماركسيه و هل حقًا تخدم المجتمعات وهل الفن حلال أم حرام وكيف يمكن مقياس ذلك ومتي يجب أن يعارض الفن
ومن ثم ناقش كتاب السؤال الحائر التغير الكبير الذي طرأ على المجتمعات و الإنهيار المتسارع لها وهل من يحكمون المنطقة المستقله حديثًا هم قادرون على تحقيق ما يرفعونه من شعارات ومن هو بوذا وكيف أن التحريف قد طال التشريعات السماويه كلها
ناقش السؤال الحائر كذلك علم النفس وكيف يعالج مرضاه وما مدي نجاعة العلاج وأسباب فشله ونظرة الشريعه لنفس ومن ثم تطرق للحديث عن الموت وما بعده وإيمان بعض الشرائع بالتناسخ وناقش أفكار الموت و الروح والجسد والنفس وموقف الإسلام منها
وسألت نفسي
السؤال الحائر ما أسعد لحظات حياتي فدار الفكر في كثير من الللحظات تلك التي أخذت فيها أول راتب لي أو أول سفر إلى دول العالم أو أول حب غير أن كل ذلك ليس صحيًا بل هي تلك اللحظة التي أذن لى فيها ربي أن أعبده حق عبادته فسجدت له سجده بقلبي وسائر بدني وروحي وخشعت فيها لله وسكن القلق في داخلي ورأيت لحكمة في العذاب فرتضيته ورأيت كل أفعال الله خير حينه شعرت أني أعود لوطني الحقيقي فأنتهي الكبر و العناد وحل الخضوع لعظمته سبحانه
تلك اللحظة التي تحررت فيها من عبودية الدنيا التي تسجنك في فلك ضيق إلى رحابة العبوديه لله وحده فلم أعد محتاجًا لأي شىء ولا أي أحد وانا بين يدي ملك الملوك نعم كانت لحظه ولكنها بطول الأبد فقد تأبدت في شعورى وألقت بظلالها على عمري ولكنها لم تتكرر نعم تكرر السجود ولكن ليس بمثل ذلك التجرد لله ومهما حاولت لا تتكرر فهذه لحظات ليست بجهد العبد ولكن بفضل الرب فنحن نعبده بتفضله علينا ومنه علينا فلربما نحن من أثقلتنا الدنيا حتى ما عدنا نعرف كيف نخلعها من قلوبنا قبل الإقبال على الله سبحانه وهذا من تجربة مؤلف السؤال الحائر
الحب في الكعبة
هل أراد الله لطواف حول الكبعة أن يكون صوريًا ينتهي التالف فيه بين المسلمين بنتهاء الطواف؟ السؤال الحائر الذي يبحث عن جواب وهل فرض الله عليهم العبادات التي تجمعهم ليتفرقوا بعدها ؟لو أن المسلمين أجتمعوا على كلمتهم كما يجتمعون حول الطواف وخلعوا عنهم الدنيا ول يتناحروا عليها لما أصبحوا في ذيل الأمم في كل ما يدفعهم لتقدم .
و الحب في السينما
تقدم السينما حبًا لا يبني بيتًا بل يهدم بيوتًا بنيت كما يبين لنا السؤال الحائر فهو ليس إلا مشاعر مفتعله ومظاهر مصطنعه ولا شيء طبيعي فيها حيث الجميع يكذبون من أجل الربح المالى فالأفلام الناجحة غما مليئة بالضحك أو الركل والضرب خاليه من الهدف و المفهوم قصص حب مكررة يستغفل فيه الممثلون والمخرج مستعينون بالديكور و الموسيقي المشاهد ليقدموا له فن استغفال مليئ بزخارف بعيد عن الواقع تقوش على الماء تذهب ولا يبقى بعدها شيء
يدخل فيها كذلك الأفلام الأجنبيه فخطرها أكبر لأنها أمهر في الحرفة والصناعة وأفحش في المضمون ولا يكاد عاقل أن يجد سببًا لذلك التردي فيما يقدمه التلفيزون لا تغيب متعمد للعقل حيث تتخلى الرقابه عن دورها في تقديم محتوي ينفع المشاهد ويزيد معرفته الإدراكيه وثقافته المعرفيه وإن كانت الحجة أن السينما سوف تفلس إن لم تقدم مثل هذه الأفلام فلا غرابة في إفلاس صناعة رديئه بل لا بد أن تفلس مثل هذه الصناعات التي تفسد ولا تصلح ومعه تضح لنا إجابة السؤال الحائر
على من يرفعون عصا الشريعة؟
وقد يستخم البعض عصا الشريعه لتحقيق مصالح خاصة بهم وليس لقصد الإصلاح فيشرعونها على القمة لنيل مآربهم دون إصلاح القاعدة و الأصل في الإسلام “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم” فكيف لساعي للإصلاح أن يترك القاعدة و التي هي الأساس ويحاول إصلاح القمة والتي هي تابع لها وهذا السؤال الحائر
فتريثوا قبل أن تثروا وتخدمون بأصواتكم وأفعالكم سعاة لسلطة يأتون على ظهر تحكيم الشريعة ولكنهم في الحقيقة تدفعهوم الرغبة في الحكم فلا تكونوا عونًا لهم وأصلحوا أنفسكم يصلح الله لكم من يحكمكم
وعلينا النظر في بعض حدود الشريعة فحكم سرقة المال العام في الإسلام لا تصل حد قطع اليد كون المال العام في شبهة ظلم فتحدث سرقات كثيرة ينجوا بها الجناة وهذا من إثارة الفتنه أن تقطيع يد السارق الصغير بينما يترك من سرق الملايين إن الدراسة مطلوبه وحسن الفهم عن الله مطلب لتطبيق شريعته
ثم أن الشريعة ليست حدود فحسب فالعدل شريعه و الرحمة شريعة وعلى الرغم من حث الإسلام على العلم والعمل في مواضع كثيرة تترك و يتمسك البعض بالحدود فقط والتي هي إنما شرعت سياج حمياة حول خيمة المسلمين المطبقين لشريعه
وما هذا القول إلا حبًا في الشريعة وتمسكًا بها وحماية لها من سوء الفهم وسوء التطبيق وحرصًا عليها من المتاجرين بها و المتآمرين عليها
فالنتمهل ولا نرفع عصا الشريعة على بعضنا وليرفعها كل منا على نفسه فالأعداء لا يريدون لنا الخير ويسعون لتدميرنا ويا حبذا لو كان هذا بأيدينا لنوفر عليهم مؤنة القتال ولنسعى لتغير ما بأنفسنا ليغير الله ما بنا وقد قدم لنا إجابة السؤال الحائر
من هو الأصولي
يوضح لنا كتاب السؤال الحائر أن الأصوليين طائفة تتبع النبي في كل افعاله ومظهره وكل خطوة يخطوها جامدة مع القديم لا تقبل التجديد وترفضها لأن النبي لم يفعله تقدس القديم وتعادي كل تجديد ومذهبهم في ذلك أنه إذا تغير القالب تغير معه القلب و أن السإلام شكل و مضمون ولا يصح أن يتطور شكلًا حتى وإن كان ذلك في خدمة المضمون
ولنا معهم وقفة فلإسلام نفسه ليس دين جمود بل دين حركة وليس دين مظهر فهو يقول في المنافقين ﴿وإذا رَأيْتَهم تُعْجِبُكَ أجْسامُهم ) وقال فيهم “هم العدو فحذرهم ” على الرغم من أنهم يعجبك ظاهرهم وليس من المنطق إلزام الحكم بالحرف القرآن فالله يقول ” وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل” ولم يقل أحد المفسرين أنه يجب الإلتزام بالنص والإعداد هو رباط الخيل فقط فقد تغير السلاح فكيف للمسلم أن يظل حبيس الحرف
فلإسلام دين عقل وإقتناع ومنطق وليس عاطفة واستسلام أعمى
إن مع العصر الجديد وما يظهر من تحديات يوجب أن يتغير معاه الفكر وتتسع دائرة الإجتهاد لتتمكن من تطبيق الإسلام الحق لا ما تدعيه كل فرقة أنه الإسلام وتزعم عليه أنها الفرقة الناجية وهذا السؤال الحائر فالمسلمون الأوائل كانوا مثال لصبر والحلم وسعة الصدر والتواضع وحسن الإستماع للخصم و الجدال بما هي أحسن و العفو عن المسيء
الفن حلال ام حرام
يتبنى كتاب السؤال الحائر إن الفن موهبة مثل الكثير من المواهب التي يهبها الله لنا فقوة البصر موهبة والقوة البدنيه موهبة وغيرها من المواهب التي يمكن أن يستخدمها الإنسان في الخير أو الشر ولأن الفن سلاح قاتل ينسل للناس من تحت الباب فوجب أن تزداد الرقابة عليه فهو قادر على تدمير النشء و المراهقين بل حتى و الكبار إن ترك دون رقيب أو حسيب
وكلمة فنان لا تعنى العصمة كما يوضح لنا ا السؤال الحائر عن المحاسبة بل تأتى مع مسئولية كبيرة ألا وهي التأثير عاى النشء وعلى الفنان أن يعي عظم ما يلقى على عاتقه وأن يستغل موهبته في خدمة مجتمعه ودينه والناس من حوله وإن كان سبحث عن إجابه لهذا السؤال الحائر هل الفن حلال أم حرام فليستفتي قلبه وليرى إن كان ما يقدمه يهدم أم يبني وهل هو في جانب الخير أم الشر وعندها سوف يعرف الجواب
إن الزمن يتغير فيه الحكم حسب معطياته فكم ممن عظمهم التاريخ وأعلى قدرهم بعد مضي زمن اختلفت الاحكام فحط قدرهم أو العكس فعلى الإنسان أن يعلم أن الحكم الذي لا يتغير هو حكم {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ} وقد اتضح لنا جواب السؤال الحائر
إلى أين نسير ؟
بالرغم أن هذا العصر كسب تطور كبيرًا في مجالات شتى غير أنه خسر اكثر فقد خسر الطمأنية مقابل الضنك وخسر النبل والسعادة والنظافة والرضى والمحبة والشهامة و التواضع مقابل اضدادها فالكبار في هذا الزمن لا يريدون لصغار الخير فيدفعونهم لتناحر والتقاتل فيما بينهم ويوفرون عليهم الدم و المال و السمعة السيئة ويتحملون عبء ذلك وهذا يطرح السؤال الحائر كيف يمكن أن نتقدم ؟
غير أن النار التي يلعبون بها تحرقهم أيضًا فالجيل الثاني والثالث من اوربا ناله ما نال غيره من تفشي الجريمة و المخدرات وظهور الفنانين الذين يتبنون فن هابط يدمر ولا يبني فإذا غرقت السفينه فهم أول من سيصل إلى القاع وعلى الرغم من السوداوية التي تلف هذا العصر فثمت جزر مضيئة في عالم يلفه السواد فهناك من أختار أن يعمل منفردًا لما يخدم البشرية ويقدم الخير لها دون أن ىيتناحر مع الآخرين وهؤلاء وعلى قلتهم فإن من أجل هؤلاء يثبت الله أركان الدنيا ولعل هذا السؤال الحائر يجد جوابًا في أن هذا الزمان وعلى الرغم من أنه يجمع بين الشيئ واقصاه فالعلم والجهل و الوفرة والمجاعة وبين قمة المرح وحضيض الإكتئاب
ذلك الزمن الذي تجد فيه النفس فرصها اللانهائية لتنفع وتضر وتلك في نظري أكبر ميزاته .. إنه زمن الفرص والسعيد من يحاول أن يغتنم لنفسه فرصة خير و مناسبة نفع وأن يجد لنفسه موطئ قدم بين الأقليات التي ذكرناها الأقليات العاملة في صمت
هل هم رجال ام عيال؟
كشف الزمن زيف شعارات الشيوعيه و الماركسيه فهي لا تجلب لشعوب إلا مزيد من التناحر و الإنقسام ولا تحمل هم رخاءه و تقدمه بل تسعى سعي حثيث لتصل إلي كرسي الحكم لتظهر بعدها زيف الشعارات وتكشر عن أنيابها وحقيقتها وتظهر الوجه القمعي الذي لا يسعي لشيء إلا الوصول لشهوة الحكم وحب التسلط وإن اختلفت الدعاوى وكان بينها من يرفع الإلسام و الشريعة شعارًا له ويتخذ من مظهر النبي رداء له فإن المراد واحد الوصول لسلظة ويظل السؤال الحائر فمع حداثة إستقلال المنطقة العربيه فإن كل من يلعبون فيها عيال وكل من يرفعون الشعارات لا يمتلكون حكمة التطبيق بل حتى الرغبة فيه
وظهر السبب الحقيقي لنجاح و التقدم ورخاء الشعوب وهو التطور التكنولجي الهائل الذي يغزو العالم غير أن العلم ما لم يقيد بالإيمان فهو قد يتحول إلى وحش كاسر يهدم ولا يبني على المسلم ليحقق ذلك أن يتعلم العلم الصحيح والإيمان الصحيح كذلك ليتمكن من نفع نفسه والعالم اجمع وعل هذه هي إجابة السؤال الحائر
من هو بوذا ؟
السؤال الحائر الآخر الذي يحتاج لجواب فلو سألت يابنيًا عن الحكيم والفيلسوف الشهير من هو بوذا؟ فستجد أجوبة بعدد من تسألهم
ومع التشعب الذي أصاب الديانه البوذية في اليابان بين مغالاه وتفريط فمنها من يرى اتحاد الخالق بالمخلوق وهي الواحديه السائلة ومنها من يؤمن بمكارم الأخلاق فقط ومنها من يؤمن بأن كل البشر سوف يدخلون الفردوس بعد ان يتطهروا والكل يقول أنه يبتمي لبوذا ولو نظر دارس لمقارنة الأديان سوف يجد أن الجميع جاؤء بدعوة واحدة تشير ‘لي الله مع ما طال دعوتهم من تحريف وتغير فالبعض غالى في أنبياءه فألههم والبعض الآخر قتلهم كما وضح لنا السؤال الحائر
ولذلك تجد الإجابة السؤال الحائر بأن الله رحمة بالبشر حفظ القرآن لهم ليكون مرجع لا يطاله ما طال غيره من تحريف وتغير وبذلك حفظهم من الضياع و الشتات فمن أراد الحق لزم ما حفظه الله وإلا تخطفته الأفكار التي غلبت عليها الفلسفة و الغموض و لتغير و التى قد لا يفهمها الإنسان االعادي فيما بسط الإسلام كيفية الوصول لله
وقد قال الله لنبيه “ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك” فلربما اولئك رسل قد حرفت شرائعهم وتغيرت وتبدلت كما حدث لما هو معلوم لنا عن غيرهم .
الخروج من مستنقع فرويد
يرى فرويد أن النفس البشريه هي غرائز وشهوات تريد الإشباع في طرف و في الطرف الآخبر بيئة تساعد على إشباع هذه الغرائز ثم لا شيء وراء ذلك لا غيب ولا إله فقط بيئة مادية غليظة وكل شيء في خدمة هذه الشهوات و الخرائز وسنوات عمرك الاولى هي التي تحدد ما ستكون عليه ثم إن كل ما تحلم به أو تفكر فيه او تعيشه يكون في جبريه وحتميه فالأنسان مجبور على كل أفعاله وكا ما يمكنه العقل تقديمه هو تبرير هذه الغرائز أو البحث عن وسائل مقبوله لإشباعها و التسامي بها او الإنتكاس بها نحو الهاوية فالعقل هنا خادم لشهوات مكرس نفسه لمزاولتها وضحها لنا السؤال الحائر
و الإحساس بالذنب والندم و التوبه هي بهذا المنطق عقد نفسيه يجب التخلص منها لقد استخرج فرويد وأتباعه هذه النظريات من دفاتر المرضى النفسانين وعمموها علي جميع البشر
ثم أكمل علماء النفس الذين جاءو بعد فرويد الطريق للأسوأ حيث أخرجوا النفس من بيئتها الطبيعيه ووضعوها تحت المجهر وجزءوها فيما يعرف بعلم النفس التجريبي وهذه كذبة اخري فالنفس بطبيعتها كلية لا تقبل التجزيء وعصية متخفيه متفلته فإن وضعت تحت المجهر تحولت لشيء آخر غير النفس الطبيعيه التي يريدون تشريحها
كما أن ما قدمته هذه المدراس من أساليب للعلاج كانت كمسكنات ومهدئات ولا تقدم علاجًا حقيقًا بل تبقي المرض مع تسكينه إذًا السؤال الحائر كيف يمكن فهم النفس البشرية؟
عامل الإسلام النفس البشرية بشكل مختلف كليًا فهو يبدأ من موقف حرية فلا جبريه ولا حتميه تختار شرها وخيرها حتى الشيطان غير قادر علىإجبار النفس على اختيار تأباه فالسلوكيات الشاذة والمرض النفسي ليس قدرًا بل عيوب يمكن إصلاحها بالتخليه أولًا وتخليصها مما هي فيه وإخراج العيوب لنور لترى والأعتراف بها
ثم ينتقل إلى المرحلة الثانيه كما يبن لنا السؤال الحائر وهي التوبه والندم على ما فات وعدم العوده إليه ومحاسبة النفس ومراقبتها في كل مستجد والمرحلة الثالثة مجاهدة الميول الشاذة بـأضدادها فالبخل بالإنفاق والشهوه بالتعفف و الأنانيه بالإيثار .. ثم لا يتم ذلك إلا بطلب المدد من الله بصلاة والصيام والتقرب إليه بما يحب والإسترسال مع الله و الإنسياب مع الفطره فيكره ما يكره الله ويحب ما يحب فيتبدل القلق سكينه والفزع امنًا و النواقص كمال وذروة العلاج في الإسلام هو ذكر الله بالقلب واللسان والجوارح والعمل ومداومة مراقبة الله وبه تعود الصلة بين العبد وربه ومعها يعود إلى أصله الذي خلق عليه
والفرق بين نظرة الدين وعلم النفس أن علم النفس لأ يستطيع أن يرى النفس بشكل كلى ولا يمكنه إخراجها عن الإطار المادى واللذة الحسية فينظر إلى لاعذاب النفسي فلا يستطيع إخراجه عن فقدان اللذات الماديه ولا يستطيع أن يراه إبتلاء من الله لخلقه بل لا يخرجه لتطهيرهم وبهذه النظره الماديه المحدوده يخرج علم النفس بأحكام خاطئه لضيق أفقه وعدم رؤيته للأمر بكليه
مثال نظرة علم النفس للعمل و الحافز فلا ينظر لنيه أو لوجه الله و لا يتخطئ العمل من الظاهر إلى نية صاحبه فيه وهذا الفصل كفصل الشيء عن منبعه فالأخلاق في المنظور الدنيوي براجماتيه وهي مجرد مصالح ومنافع وهذا يعسر فهم الأخلاق فهي مرتبطه بالدين فما الوصايا العشر إلا وصايا الأنبياء
كما أن فرويد يتوسع بشكل معيب في الجانب الجنسي فيحول كل شيء وكل علاقة إليه فلا طهر ولا براءة الكل داخل في هذه العلاقات في الدائره الجنسيه
ولهذا يعالج علم النفس الامراض النفسيه بالتعبير و التنفيس بينما يرى الدين إمكانية التغيير والتبديل و الخروج وينصح فرويد بشريعة الغاب فيما يرى الإسلام الصفح و العفو فيما يري الطيبه تخاذل ونحن نراها إيجابيه وهو يختار من الأعمال ما يساعد على التنفيس فيما نختار نحن الأعمال الصالحة يرى فرويد أن الطفولة حاكم على الإنسان ونحن نرى ألا حاكم إلا أمر الله وأنه بفضله نستطيع التخلص من كل ما يؤذينا ومن كل التراكمات
وهو يقول بفطره عدوانيه وغريزة التحطيم والهدم وغريزة الموت والإسلام يقول أن النفس مخيره “فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر”
وسبب هذا التخبط هو الإنطلاق من نظرة حسية محضه وهذا ما وقع فيه كارل ماكس أيضًا حيث يرى التارخ تحركه الصراعات الطبقية ولا يرىفرويد ولا ماركس إلاالأحلام الجنسيه التي تدور في إطار تحرير النفس من كل كبت ولا يستطيعون تفسير الرؤى الخيره التي تأتي من الله
يرى فرويد السعادة في المكاسب والحسيه وإشباع الشهوات بينما براها الدين في مخالفتها والقبض عل زمامها و الترقي من النفس الأمارة إلى النفس اللوامة فالملهمة فالمطمئنه فالراضيه فالمرضيه وأخيرًا النفس الكاملة والحزن في الإسلام هو الإنغماس في الدنيا دون التحليق في فضاء الدين الرحب
بينما نرى نحن الحب يتسامى لله وبالله بينما يراه فرويد حب شهواني جنسي وهذا هو الفرق بين محدوديه فرويد وشمولية ورحابة الإسلام
وقد تبين فشل العلاج النفسي في الطب الحديث من التتبع الإحصائي للحالات فقد تبين ان علاج المرضي العصابيين ثابتًا سواء تناولوا علاج على طريقة فرويد او أدلر أو لم يتلقوا علاجًا على الإطلاق كما اتضح أن الأطباء النفسانين مرضى أكثر من مرضاهم واخيرًا أرتد الطب وانتكس إلى العلاج المادي بالمسكنات و المهدئات وهذا اعتراف ضمني بعدم وجود حل حقيقي للمشكلة
فيما يرى الإسلام الإصلاح و التغير ولنا في أتباعه الكثير من الأمثلة مثل عمر بن الخطاب ما قبل الإسلام وبعد وهذا هو الفرق الجوهرى و الأساسي بين فرويد و الإسلام
ماذا بعد الموت ؟
السؤال الحائر الآخر كثير من المؤسسات الروحانيه في أمريكا و البرازيل وغيرها من الدول فالنفس بطبيعتها تحاول فهم عالم الغموض و الموت وتتمنى لو تجد طريقة لتفهمه وتصل إليه وفكرة الخلود بعد الموت هي فكرة كل زمان وعصر وفي العصر الراهن يفتحون ملف التناسخ الهندي بمفهو جديد مخالف للقول بأن النفوس الشريره ترد في أجساد حيوانات بينما يقولون الآن أن النفوس تعطى فرص أخرى ولكن في أجساد بشريه لتعاني وتتطهر ومن ثم تكون مستحقة للفردوس
ويحتجون على ذلك بالقول انك أحيانًا تمر بمكان فتشعر أنك مررت به قبل ذلك أو تسمع صوت فيخيل إليك أن سمعته من قبل وما مثلها…وأضًا القول بأن بعض الأطفال يبون عدوانين في إلتقام ثدي أمهاتهم و غيرهم يكون على غير ذلك كما يحتجون بأن البعض لم يرثوا من آباءهم إلا أضداد الصفات كما يذكر لنا كتاب السؤال الحائر
ومن ثم إن أصحاب هذا الإعتقاد يساوون النفوس ببعضها وهذا مخالف لنواميس الكون حيث التفاضل في كل شيء ولتنظر في مملكة الحيوان أو النبات لترى آلاف الأمثلة الدالة على هذا التفاضل وفي البشر لا يتساوى اثنين في بصمة أو شكل
لكن الأمر الملاحظ أن بعض النفوس تظل على إصرارها وعنادها وكفرها ولنا في إبليس مثال على ذلك حيث تمتد حياته منذ خلق آدم إلى قيام الساعة فلا يتطور ولا يتغير ويظل يسعى للفساد و الإفساد ثم بالنظر إلى البشر وكم من فاسد قتل ملايين البشر مثل هتلر وسالين وغيرهم كيف يكون من المنطق أن ترد هذه الأرواح لتفسد وتقتل مرة أخرى
ويوضح لنا كتاب السؤال الحائر أن الله يبين لنا التفاضل الكبير بين الأنفي في قوله “وللأخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا ” وهو تفاوت عادل بحكم تفاوت النفوس ودرجاتها فيما أن هذا العقاب وهو برد النفوس إلى أجساد أخرى لا يبدو ثواب أو عقاب لان الإنسان يأتى كل مرة ناسيًا لمت كان عليه فحلقة السبب والنتيجه مبتوره فهو ليس إلا تعداد للفرص و الإمكانات
و علم الأرواح هو علم يؤخذ منه ويرد حيث يقع الخلط بين الروح والنفس وكل ما جاء في هذا العلم متعلق بالنفس وليس بالروح والروح هي المبدأ الألهى الذي يحيا بها الجسد والنفس
ولأن النفوس تتفاوت وجب عليه تفاوت مصائرها ولو أننا سلمنا بالقول بتناسخ فأي الأنفس التي سوف تحاسب وعليه يحدد مصيرها
وعليه فنحن نؤمن أن مصيرا لحكم بين الناس و الفصل بينها يكون يوم الحشر و الجمع و العرض على الله ومن ثم يكون هناك خلود في الجنه أو النار ام ان الحساب سيكون إجمالًا على كل حيواتهم
وقد يستبشع البعض حكم الخلود في النار لكنهم في الحقيقة كما يبين لنا كتاب السؤال الحائر أن أصحاب النار هو أصحاب نفوس ناريه وقد قال الله فيهم ” ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون”
فيما يستدل كتاب السؤال الحائر ببعض آيات القرآن التي تحتمل القول بتناسخ ويرى أن الأمر موضع بحث ولم يجزم فيه قول فيما يرى أنه وإن صح القول بتناسخ فهو دحض الله حجة الكفار وإمهالهم وأخذ الحجة عليهم.
ختامًا
يطرح كتاب السؤال الحائر مجموعة أسئلة تحاول إيجاد جواب واضح يهتدي به الحائرون فبعضها أهتدي المؤلف لإجابات شافيه مدعومه بحجة من العلم والواقع ويدعمها العقل كذلك والبعض ظل حائرًا لا يعلم له إجابة
يمكنك أن تقرأ أيضًا ملخص كتاب لذة الغموض للاشيء-معتز عرفان
كما يمكنكم زيارة صفحتنا في الفيس بوك https://web.facebook.com/khkitabcom/?_rdc=1&_rdr