عبد الملك بن مروان هو خليفة أموي حكم لمدة 20 عامًا. تميزت فترة حكمه بالتطور والازدهار في مجالات مختلفة مثل الاقتصاد والعلوم والفنون. كان ملتزمًا بتطبيق العدل وتعزيز مبادئ الإسلام. ترك إرثًا هامًا في توحيد الدولة الأموية وتطوير البنية التحتية للدولة.
في الفقرات القادمة، سيتم استكشاف تفاصيل حياة عبد الملك بن مروان بشكل أكثر تفصيلًا. سنتحدث عن مولده ونشأته في المدينة المنورة، وعن تعليمه وقدراته القيادية منذ صغره. سنستعرض أيضًا فترة حكمه كخليفة للدولة الأموية، وما تميزت به من تحديات وانتصارات. سنناقش إسهاماته في تطوير البنية التحتية وتعزيز الاقتصاد والثقافة والعلوم في عهده. وسنلقي الضوء على قدرته على تطبيق العدل ومبادئ الإسلام في حكمه، بالإضافة إلى إرثه الذي تركه خلفه في توحيد الدولة وتطورها.
جدول المحتويات
عبد الملك بن مروان: شخصية تاريخية مشهورة وأبو الخلفاء
عبد الملك بن مروان بن الحكم بن العاص بن أمية القرشي هو شخصية تاريخية وُلد في المدينة المنورة عام 24 هجريًا. كان عبد الملك عالِمًا فقيهًا من فقهاء المدينة. يُصف بأنه كان طويل القامة وأبيض البشرة، وكانت لديه حاجبان متصلان، وليس بدينًا ولا نحيفًا. كان يتميز بنقش خاتمه الذي يحمل عبارة “آمنت بالله مخلصًا”. والدته هي عائشة بنت معاوية بن المغيرة بن العاص بن أمية، وهي زوجة مروان بن الحكم ووالدة الخليفة مروان بن الحكم.
إقرأ أيضا:المهدي محمد بن تومرت وكيف أسس دولة الموحدينعبد الملك بن مروان: الحافظ القرآني وأبو الوليد وأبو الملوك
اشتهر عبد الملك بن مروان بحفظه للقرآن الكريم، وعندما بلغ سن الرشد، درس العلوم الإسلامية. كما كان شاعرًا وأديبًا، ولقب بأبي الوليد وأيضًا بأبي الملوك، وذلك بعد أن تولى أربعة من أبنائه الخلافة بعد وفاته.
كان لعبد الملك أبناءً من زوجته ولادة بنت العباس، وهم الوليد وسليمان ومروان الأكبر (الذي توفي وهو صغير) وعائشة. ومن زوجته عاتكة بنت يزيد بن معاوية، كان له يزيد ومروان ومعاوية (الذي توفي وهو صغير) وأم كلثوم.أما من زوجته عائشة بنت هشام بن إسماعيل المخزومي، فكان له ولد واحد وهو هشام، وكانت تُعرف بأم هشام.
ومن زوجته عائشة بنت موسى بن طلحة بن عبيد الله، كان له ولد واحد وهو بكار وعُرف باسم أبي بكر. ومن زوجته أم أيوب بنت عمرو بن عثمان بن عفان، كان له ولد واحد وهو الحكم، وتوفي وهو صغير. أما من زوجته عائشة أم المغيرة بنت المغيرة بن خالد بن العاص، فكانت له ابنة واحدة وهي فاطمة. وكان له أيضًا أبناء من الجوارى، وهم الحجاج وعبد الله ومسلمة والمنذر وعنبسة ومحمد وسعيد الخير.
التحديات والمسؤولية: عبد الملك بن مروان في حقبة الخلافة
في البداية، نجد أنه عندما شعر مروان بن الحكم، بتثبيت دولته، كان حريصًا على تأمين العهود من الرؤساء لولاية العهد لابنيه. وبعد وفاة والدهم، تم تنصيب عبد الملك وعبد العزيز دون أي مشاكل. وانتقلت الخلافة بسلاسة من الأب إلى أولاده، وكان عبد الملك بن مروان هو الحاكم الجديد.
إقرأ أيضا:من أين تأتي الأفكار الجيدة: استكشاف عالم الإبداع والابتكارحدث ذلك في بداية شهر رمضان من السنة 65 هجرياً. ومع ذلك، شعر عبد الملك بن مروان أن هذه الخلافة تحمل عبئًا ثقيلًا، خاصةً مع وجود خليفة آخر ينافسه وهو “عبد الله بن الزبير” الذي كان يسيطر على الجانب الشرقي من الدولة. ومع ذلك، كان لدى عبد الملك بن مروان السيطرة على المناطق الشامية ومصر، وكانت دولته مستقرة نسبيًا.
لكن كان هناك توترات موجودة مثل الشيعة في العراق والخوارج في الأهواز. ولذلك، كان عليه تثبيت قدميه في الحكم لمواجهة التحديات من جميع الجهات، وضمان بقائه في السلطة. كما كان عليه مواجهة الجيوش المتربصة على الحدود. يعني أنه كان يواجه خطرًا من الداخل والخارج، وهذا هو الوضع الذي واجهه عبد الملك.
وكان يشعر بالمسؤولية العظيمة التي يتحملها. ومع ذلك، كان عبد الملك ذو خبرة كبيرة في السياسة، خاصةً منذ كان رئيس الديوان في أيام معاوية بن أبي سفيان. حضر مجالس الخلفاء واكتسب الكثير من الخبرات، بالإضافة إلى ثقافته العربية الواسعة وبراعته في الخطابة والشعر والأدب. وكان لديه إيمان قوي، نظرًا لأنه عاش في المدينة لمدة تقارب أربعين سنة قبل أن ينتقل مع عائلته إلى الشام. وفي ذلك الوقت، كان عبد الملك وزيرًا لوالده وواجه العديد من التحديات بشجاعة وقوة.
إقرأ أيضا:معاوية بن يزيد , ثالث خلفاء الدولة الأمويهعبد الملك بن مروان: رحلة التوحيد وتحقيق الاستقرار
تعالوا نتعرف على مسار عبد الملك بن مروان ورحلته نحو تحقيق طموحاته وتحقيق الاستقرار. هل بدأت رحلته من العراق أم الحجاز؟ تبيّن أنه اتخذ قرارًا بفتح العراق، الذي كان يسيطر عليه المختار، وأرسل جيشًا بقيادة عبيد الله بن زياد.
لم يكن لديه الكثير من المؤيدين، ولكن الجيش وصل إلى الموصل واندلعت معركة هامة بالقرب من نهر الخازر. نجح جيش العراق في الانتصار، لكن بن زياد قتل في المعركة، مما أدى إلى هزيمة جيش الشام وغرق العديد منهم. كانت هذه الهزيمة صعبة بالنسبة لعبد الملك، لكنه أظهر قدرة على التحمل والصبر.
وبالرغم من أن فتح العراق تأخر لسنوات، إلا أنه كان يجب أن يتحقق لمصلحة توحيد وتوحيد المسلمين. كان عبد الملك بحاجة لمواجهة ابن الزبير، وفعليًا التقى جيش الشام بالقوات الحجازية في معركة الربذة.
انتهت المعركة بالهزيمة لجيش الشام، ووصل الخبر لعبد الملك الذي شعر بالإحباط، لكنه سرعان ما استعاد ثقته بنفسه. في العام التالي، أعد جيشًا واستهدف الحجاز بقيادة عبد الملك بن الحارث بن الحكم، ووصل الجيش إلى وادي القرى في شمال الحجاز.
مع ذلك، وقعت اشتباكات في وادي القرى بين جيش المختار من العراق وجيش ابن الزبير. على الرغم من أن جيش المختار كان قد تلقى أوامر بالاحتلال، إلا أنه هُزم في تلك اللحظة، وعاد جيش الشام من وادي القرى بدون نتيجة حاسمة. هنا وجد عبد الملك أنه من الأفضل أن يكتفي بالدفاع عن مملكته في الشام وأفريقيا، وقرر تعزيز قواعد الحكم الداخلية وتنظيم شؤونها.
قام بتجهيز جيش قوي قادر على مواجهة أي تحدي، في حين استمرت المنازعات بين الحجاز والعراق، حيث بقيت العراق تحت سيطرة أسرة الزبير. تشكلت دولتان، الدولة الأموية بقيادة عبد الملك والدولة الزبيرية التي تمثلها عبد الله بن الزبير في المدينة، وأخوه مصعب بن الزبير في العراق.
عبد الملك بن مروان: رحلة التوحيد وتحقيق الاستقرار في العراق
وفي ذلك الوقت، كان عبد الملك يشرف على تنظيم الجيوش ويستعد لصد أي هجوم خارجي مثل الروم، أو داخلي كما كان يهدد بعض الفصائل الداخلية. كانت هناك حاجة لتوحيد الدولة، حتى يتمكن من استغلال ثروات العراق في ظل الحاجة للدعم، وكذلك لتوسيع حدود الدولة. وضع مروان خطة لنيل تأييد أهل العراق وتحييدهم عن دعم مصعب بن الزبير الذي ارتكب العديد من الأخطاء.
بدأ عبد الملك بن مروان في تنفيذ الخطة، وأول ما قام به هو إزالة العقبة، وهو حصن قرقيسيا الذي كان تحت سيطرة بن الحارث، الذي كان مواليًا لابن الزبير. بمجرد إزالة هذه العقبة، انطلقت الغارات والمعارك والتدمير. اتخذ عبد الملك موقعًا في شمال الشام على الحدود بينه وبين العراق، بالقرب من قنسرين، وجعلها مركزًا لمعسكره وجيشه في كل سنة، بهدف إعلان قوته وتخويف الروم وأعدائه في العراق.
وأثناء توجهه إلى قرقيسيا واقترابه من حدود العراق، فاجأته مؤامرة من عمرو بن سعيد بن العاص، ابن عمه، ومن أفراد عائلته الذين كانوا يحملون ضده الحقد منذ فترة طويلة. كانت مؤامرة عمرو بن سعيد تستهدف الانقلاب على عبد الملك وأخذ الخلافة منه. ولكن عبد الملك اكتشف ذلك بسرعة وعاد بسرعة لحصار دمشق. وقعت اشتباكات وانتهت في النهاية باتفاق الصلح بين الجانبين. عفا عبد الملك عن أفراد عائلت
ه وأرسلهم إلى العراق. بعد ذلك، خرج عبد الملك بجيش كبير في السنة 71 هجرياً لحسم الوضع وإنهاء القضية في العراق التي كانت تحت سيطرة مصعب. ومع ذلك، كان عليه أن يزيل عقبة قرقيسيا.
بعد مناوشات وتهديدات ومراسلات، توصل الجانبان إلى اتفاق للصلح، وبذلك انتهت قضية قرقيسيا التي كانت تشكل شوكة في جنب الشام، وفُتح الطريق إلى العراق.
قرر عبد الملك أن يتوجه إلى العراق ويواجه مصعب. وعندما علم مصعب بقدوم عبد الملك، أرسل إبراهيم بن الأشتر، الذي كان يحكم الموصل، وجيشه. ومع ذلك، خذله أهل البصرة وبقوا في منازلهم.
أرسل عبد الملك رسالة إلى مصعب وقال له: “تعال، ولتكن المسألة شورى بين المسلمين”. لكن مصعب رفض وأصر على القتال. واستمر في القتال حتى قتل. بعد ذلك، دعا عبد الملك جنود العراق وبايعوه، ودخل الكوفة وبايعوه أيضًا.
تحقيق الوحدة: عبد الملك بن مروان يستعيد العراق ويهيمن على المنطقة
في رحلة تحقيق هدفه في توحيد الدولة، قام عبد الملك بن مروان بإرسال جيش بقيادة الحجاج بن يوسف الثقفي لمحاربة عبد الله بن الزبير في مكة. تعرض جناح الحجاج للهزيمة بقتل أخيه وانهيار السيطرة على العراق. بدأ الحجاج في حصار مكة في العام 72 هجرياً، واحتل المدينة، واستخدم المنجنيق لمهاجمة خصومه.
يُقال إن الحجارة كانت تتساقط بين يدي ابن الزبير وهو يصلي. كان الحصار قاسيًا على سكان مكة، وبعد تعب الناس من هذا الحصار، عرض الحجاج الأمان لهم، فقبلوا وتخلوا عن ابن الزبير الذي رفض الاستسلام وقاتل ببسالة حتى قتل في يوم الثلاثاء من جمادى الأولى في العام 73 هجرياً. بايع أهل مكة عبد الملك، وبدأ عهد جديد.
بهذا، استولى عبد الملك بن مروان على العراق والحجاز، وكانت لديه الشام ومصر تحت راية خليفة واحد، وهو عبد الملك بن مروان. وكانت للدولة العظيمة هذه عاصمة واحدة، وهي دمشق.
في العام 74 هجرياً، حل العام الذي تم فيه تسوية الخلافات والنزاعات المتعلقة بالخلافة، وأُطلِق عليه عام الجماعة، لأنه كان عام الوحدة. وبعد تحقيق عبد الملك حلمه في تحقيق الوحدة، قام بالحج إلى الحجاز في موسم الحج في العام 75 هجرياً، وبقي في مكة والمدينة لفترة، وألقى خطبًا للناس، وقبلهم به خليفةً.
إنجازات عبد الملك بن مروان في توحيد الدولة الإسلامية وتحقيق التقدم
وَلَكِنَّهُ كَانَ يَحْمِلُ أسَفًا، فَقَدْ حَدَثَ تَمْرُدٌ لَا يُرَغَّبُ فِيهِ الاِسْتِقْرَارُ لِلْمُسْلِمِينَ، وَلَا الْوَحْدَةُ. إِنَّ تِلْكَ الْحَرَكَةَ كَانَتْ مِنْ أَهْلِ الْخَوَارِجِ، وَقَدْ جَرَتْ مَعَارِكُ مُتَلاَحِمَةٌ مَعَ الْخَوَارِجِ، لَكِنَّهَا كَانَتْ مَعَارِكُ تَصْفِيةٍ. وَكَانَ زَعِيمُ الْخَوَارِجِ هُوَ قَطْرِيُّ بْنُ الْفُجَاءَةِ، الَّذِي هَزَمَ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ عَبْدِ اللهِ. لَكِنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ عَيَّنَ مَكَانَهُ بِالْمُلْهَبِ، الَّذِي كَانَ أَدْرَى بِأَهْلِ الْخَوَارِجِ.
ثُمَّ انْتَهَى الْأَمْرُ بَعْدَ ذَلِكَ بِمَعْرَكَةِ يَوْمِ الْبُسْتَانِ سَنَةَ 77 هـ. وَظَهَرَتْ أَيْضًا اِنْقِلَابَاتٌ مِنْ أَهَلِ الْكُوفَةِ وَالْبَصْرَةِ، حَيْثُ اِسْتَخَفَّوْا بِالْأَوَامِرِ وَأَصْبَحَ الْمَوْقِفُ خَطِيرًا. وَعِنْدَمَا وَصَلَتِ الْأَخْبَارُ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ، قَرَّرَ اِتِّبَاعَ سِيَاسَةِ الشِّدَّةِ وَالْحِزْمِ، وَأَمَرَ بِتَولِّي رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ، وَهُوَ الّذِي كَانَ قَائِدًا فِي حَرْبِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَهَذَا الرَّجُلُ مَشْهُورٌ بِشِدَّتِهِ وَعُنْفِهِ، وَهُوَ الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ الثَّقَفِيُّ.
وَبَالْفَعْلِ، تَمَّ الْقَضَاءُ عَلَى الثَّوْرَاتِ، وَاتَّحَدَتِ الدَّوْلَةُ فِي وَحْدَةٍ نِهَائِيَّةٍ، وَتَوَسَّعَتْ حُدُودُهَا مِنْ نَهْرِ بَلْخٍ وَجِبَالِ سِجِستَانَ وَمَشَارِفِ الْهِنْدِ شَرْقًا، إِلَى وَسَطِ بِلَادِ الْمَغْرِبِ غَرْبًا، وَمِنْ بَحْرِ قَزْوِينٍ وَالْبَحْرِ الْأَسْوَدِ شَمَالًا، إِلَى حُدُودِ النُّوبَةِ وَالسُّودَانِ جَنُوبًا. فَأَصْبَحَتْ هَذِهِ الدَّوْلَةُ دَوْلَةً وَاحِدَةً وَكَتْلَةً وَاحِدَةً فِي عَهْدِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ.
إِنَّ ذَلِكَ كَانَ أَكْبَرَ نَجَاحٍ لَمْ يَسْتَطِعْ الْخَلِيفَةُ تَحْقِيقَهُ، لَكِنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ نَجَحَ وَحَقَّقَ تِلْكَ الْمُعْجِزَةَ. وَلَمْ يَنْقُذْ فَقَطْ دَوْلَةَ الْإِسْلَامِ مِنْ شُرُورِ الِانْقِسَامِ، بَلْ أَيْضًا استَمَرَّ فِي الْفَتَوَحَاتِ الَّتِي ضَمَّتْ بِلَادًا كَثِيرَةً مُهِمَّةً فِي عَهْدِهِ، وَتَحْرِيرُهَا مِنْ اِحْتِلَالِ الرُّومِ، وَقَامَ بِإِصْلاِحَاتٍ دَاخِلِيَّةٍ وَخَارِجِيَّةٍ، وَحَقَّقَ اِسْتِقْلَالًا اِقْتِصَادِيًّا وَسِيَاسِيًّا لِلدَّوْلَةِ، وَأَيْضًا أَصْدَرَ عُمَلَةً عَرَبِيَّةً قَوْمِيَّةً، وَجَعَلَ اللُّغَةَ الْعَرَبِيَّةَ هِيَ اللُّغَةَ الرَّسْمِيَّةَ لِلدَّوْلَةِ، وَأَضَافَ الطَّابِعَ النِّهَائِيَّ لِنِظَامِ الْبَرِيدِ، وَضَرَبَ الدِّنَانِيرَ وَكَتَبَ عَلَيْهَا الْقُرْآنَ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ كَسَى الْكَعْبَةَ، وَتَمَّتْ فِي عَهْدهِ إِصْلاحَاتٌ زِرَاعِيَّةٌ وَتِجَارِيَّةٌ كَثِيرَةٌ، وَبَنَى عَبْدُ الْمَلِكِ مَسْجِدَ قُبَّةِ الصَّخْرَةِ، وَقَامَ بِنَهْضَةٍ أَدَبِيَّةٍ وَثَقَافِيَّةٍ عَظِيمَةٍ.
مراحل حكم عبد الملك بن مروان ووفاته الحزينة
في العام 85 هجريًا، سعى عبد الملك بن مروان لعزل أخيه عبد العزيز من الخلافة، بهدف تعيين ابنه الوليد بن عبد الملك بدلاً منه. ومع ذلك، تدخلت الأقدار ورحل عبد العزيز، مما أدى إلى تنصيب الوليد كخليفة بعده. وفي العام 86 هجريًا، تمتعت الأمور بالاستقرار، وازدهرت الدولة تحت راية واحدة تحت قيادة عبد الملك. استمر حكمه لمدة واحد وعشرين عامًا، حتى أصيب بمرضه الأخير عند بلوغه أثنان وستين عامًا. وكان يتوقع وفاته في شهر رمضان، وقال فيه: “فيه ولدت وفيه فطمت وفيه جمعت القرآن وفيه بايعت الناس”. ومع ذلك، توفي في منتصف شوال من العام 86 هجريًا، بعد أن وجّه وصيته لأبنائه بتقوى الله. ودُفن في دمشق، خارج باب الجابية.
المصدر : عبد الملك بن مروان والدولة الاموية تاليف الدكتور محمد ضياء الدين الريس
التاريخ – مكتبة خلاصة كتاب (khkitab.com)
التنبيهات : الوليد بن عبد الملك – الخليفة السادس للدولة الاموية - خلاصة كتاب