كتاب المخ الأبله للكاتب: دين برنت يلخص لك بشكل مبسط الامور المعقدة في المخ. ويضفي على الجانب العلمي المكثف والمعلومات الكثيرة في الكتاب القليل من الفكاهة والكثير من الامثلة والدراسات لتخرج منه وقد عرفت كم ان مخك ابله.
وجب التنويه
ان الكاتب يؤمن بنظرية التطور. وقد تحدث في اكثر من موضع عن تطور الانسان. علما باننا مسلمين نؤمن ان البشر كرمهم الله منذ اول الخلق مبتدأ بآدم عليه السلام وحواء ومنهما جاء البشر جميعا وتناسلوا
جدول المحتويات
العقل يحكم ما بين التنظيم والفوضى من كتاب المخ الأبله
ينقسم المخ الى قسمين: القسم الأول المخ البدائي والذي هو موجود منذ الانسان الاول، ومهمته الوحيدة هي الابقاء عليك على قيد الحياة اطول فترة ممكنة. قد تكون هذه مهمته الوحيدة التي يسعى لتحقيقها. ان الانسان بدون مخه البدائي لن يتذكر أساسات الحفاظ على النفس مثل موعد الطعام، ولا ان السير بجانب المنحدرات قد يكون مهلكا. وعلى ذلك فان وجوده حتمي لاستمرار البشر وبقائهم.
أما القسم الآخر من المخ وهو القشرة المخية الحديثة، والتي تكونت مع التطور الكبير في العلم، فتعمل على الوعي والانتباه والإدراك والتفكير والتعلم. ومع مرونة القشرة المخية الحديثة، التي تطورت لتواكب المتطلبات التي حدثت للإنسان المعاصر، ما دفعها لتكون أكثر مرونة وعلى عكس المخ البدائي المنغلق على نفسه والغير مكترث بشيء غير الحفاظ على حياتك.
لذلك يدعوك الكاتب ان تتمنى ان يتجاهل كل منهما الاخر لكن هذا لا يحدث حقا، وهذا ما ستعرفه خلال الفصول القادمة والتي ستتعرف عليها من خلال هذا المقال.
يبدأ كتاب المخ الأبله مفسرا الاسباب التي تجعل بعض الاشخاص يصابون بدوارالمركبات، مشيرا ان السبب الحقيقي ليس المعدة او الامعاء، فهما غير مسئولان عن الغثيان الذي يصيبك عندما تتنقل في مركبة ما، بل ان السبب الحقيقي هو المخ حيث ان الاشخاص الذين يعانون دوار المركبات يعتقد انهم يفتقدون ما يعرف ” بالحس العميق”، والذي يجعل المخ يفرق ما بين مولدات الانماط والتي تنشأ في العمود الفقري، وتسهل حركة السير بشكل نمطي واضح مستقبلة اشارات من الجلد والاوتار والمفاصل ،لترتيب السير حسب البيئة التي تسير فيها.
اذا ماذا يحدث لكي تشعر بالغثيان؟
الذي يحدث الآن هو فقدان الحس العميق أثناء الحركة، إذاً المركبة تعطي انطباعًا بأنك في حالة حركة من خلال الصورة التي يتلقاها المخ من العينين والحواس الخارجية. بينما باقي الإشارات من الجلد والعضلات والأوتار والمفاصل لا تولد أنماط سير محددة ما يجعل المخ في حالة ارتباك.
ولأن المخ مهمته الأولى الأزلية أن يبقيك على قيد الحياة، فإن ما يحدث يؤثر عليه. ويبدأ في البحث عن أسباب قد تسبب هذا الشعور غير النمطي في الحركة، فيلجأ أولاً إلى الاعتقاد بأنك قد تعرضت لخطر التسمم، ما يدفعه إلى إرسال إشارات إلى المعدة، ليدفعها للتقيؤ في محاولة منه للتخلص من السم قبل فوات الأوان.
يتدخل المخ في الكثير من العمليات التي يقوم جسدك بها. من بين هذه العمليات، التي تعتبر عادة بسيطة، ولكن المخ يجعلها أكثر تعقيدًا.
الشعور بالشبع
عندما تشعر بالشبع، ترسل الخلايا العصبية في المعدة إشارات إلى المخ ليحد من شهيتك. لا يقف الأمر عند إشارات المعدة فحسب، بل أن الهرمونات التي يتم إفرازها في المعدة والخلايا الدهنية تقلل من الشهية. غير أن المخ قد يتجاهل تلك الهرمونات التي تفرز بواسطة الخلايا الدهنية أو المعدة للحصول على الحلوى اللذيذة، والتي يعدها المخ كمكافأة يستحق عليها أن يتجاهل إشارات المعدة المرسلة.
وعندما يعتاد المخ وجود الهرمونات التي يتم إفرازها لقمع شهيتك في المقام الأول ولتحد منها عند الوصول إلى الشبع. والتي يتواجد منها في الخلايا الدهنية المنتشرة في جسدك في حال كنت تعاني من السمنة.
إن العلاقة المخ مع الطعام ليست علاقة مبسطة بل معقدة حيث أن المخ يتعامل مع الطعام على أنه مكافأة جيدة.
لذلك تجد بعض الأشخاص يتناولون الطعام عند الشعور بالحزن والتوتر في محاولة لتقليل ذلك الشعور يلجأ المخ لجعلك تتناول ربما بعض الحلوى.
يتعامل المخ مع الحلوى على أنها مصدر جيد يستحق أن تكافئ لأجله. لهذا حتى حال تناولت طعامًا كافيًا حتى الشبع، فإن المخ يتجاهل كل الإشارات في محاولة الحصول على الحلوى اللذيذة. هذا يعني أن معدل الأيض قد لا يكون الشيء الوحيد الذي قد يساعد على خسارة الوزن، بل الأمر يحتاج لما هو أبعد من ذلك.
المخ و النوم
وليت المخ يتوقف عند ذلك الحد. بل إن الأمر يتخطى ذلك وصولًا ليتحكم في النوم وخصائصه المعقدة. لنتعرف ما هو النوم أولاً كما جاء في كتاب المخ الأبله. إن النوم هو فعل اللاشيء حرفياً. وعلى الرغم من أن النوم يبدو مفيدًا لكل البشر وبل وكل الكائنات الحية الأخرى، إلا أن العلم لم يتوصل حتى الآن عن الأهمية الحقيقية للنوم. وقد اختلفت نظريات العلماء حول السبب الحقيقي للنوم ما بين الاعتقاد أنه كان وسيلة للهرب من الحيوانات المفترسة وآخرى ترى أن النوم يساعد على التخلص من المشاعر السلبية ويساعد على التخلص من الوصلات العصبية التالفة.
ان هذا يدحض القول بأنّ النوم وجد للراحة فحسب، نظرًا لأنّ الإرهاق ليس العامل الوحيد الذي يدفعك إلى النوم. فأنت تنام نفس عدد الساعات في اليوم الذي قضيته تشاهد التلفاز أو قضيته وأنت تعمل عملاً شاقًا. ولمزيد من التأكيد، فإنّ المخ أثناء النوم يكون له سلوكيات معقدة، حيث ينقسم النوم إلى أربع مراحل حسبما جاء في كتاب “المخ الأبله: نوم حركة العين السريعة”، وثلاث مراحل من حركة النوم غير السريع، دون أن يفصل الكتاب بينها. ويُطلق المخ من مناطق متفرقة ذبذبات تناسب كل مرحلة من المراحل الأربع.
وجد العلماء أنّ الأحلام تحدث في مرحلة حركة العين السريعة. وتحدث غالباً بشكل متكرر أو منتظم عندما تكون متعلقة بمشكلة ما تشغل بالك أو تسرف في التفكير بها. غير أن المخ مكيف على إبطال الحركة أثناء النوم. تجنباً لما قد يحدث لو تحركت وأنت نائم أو تفاعلت مع أحلامك. لكن هذا لا يحدث دائماً للأسف.
بعض الاضطرابات السلوكية التي تحدث نتيجة لذلك. مثل السير أثناء النوم والتي يعزو العلماء أسباب حدوثها إلى أن النظام الذي يغلق الحركة في الدماغ يكون أضعف أو غير مكتمل. لذلك يصاب الأطفال أكثر من غيرهم باضطراب الحركة أثناء النوم.
ومن الاضطرابات الأخرى شلل النوم المؤقت حيث يعتقد أن من الأسباب التي يعود اليها حدوثه. ان المخ لا يعيد تشغيل نظام الحركة فور الاستيقاظ، مما يسبب شلل النوم المؤقت. ويعتقد أن سبب ذلك يرجع إلى الخلل الذي يصيب الترتيب النمطي المتقن للنوم.
علوم الحياة والطب – مكتبة خلاصة كتاب (khkitab.com)
المخ: هبة الذاكرة
قد يتبادر إلى ذهنك أن الذاكرة البشرية تشبه ذاكرة الكمبيوتر، حيث كل ما قمت بتخزينه يمكنك استحضاره متى ما أردت. لكن هنا سنخيب ظنك قليلاً لأن مخ الإنسان لا يعمل كذلك. يقوم المخ البشري بفلترة المعلومات، حيث يتخلص من بعضها ويبقي الآخر. أو يقوم بترتيب المعلومات وفق أسباب لم تتضح حتى الآن.
اذا كيف تعمل الذاكرة البشرية؟
يقدم لك كتاب المخ الأبله بعض الأجوبة التي قد تساعدك على فهم مخك. ليتمكن المخ من حفظ البيانات، فهو يحتاج إلى نوعين من الذاكرة. ذاكرة قصيرة المدى والذاكرة طويلة المدى.
الذاكرة قصيرة المدى: وهي التي تدون بها المعلومات ليست الا. ومع قصر الوقت الذي تظل فيه المعلومات، فإن الذاكرة قصيرة المدى تتعامل مع المعالجة الواعية للمعلومات. بمعنى أن الأشياء التي تفكر بها أنت، تفكر بها لأنها موجودة في الذاكرة قصيرة المدى.
اما الذاكرة طويلة المدى : فهي التي يتم تخزين المعلومات فيها لترافقك مدى الحياة. تقوم الذاكرة طويلة المدى بتوفير معلومات غزيرة يتم تخزينها سابقا. لتتيح لذاكرة قصيرة مدى التفكير.
اذا انت تفكر في ذاكرتك قصيرة المدى معتمدا على المعلومات المخزنة في ذاكرتك طويلة المدى. ان الذاكرة قصيرة المدى لها سعة صغيرة جدا حيث يعتقد العلماء ان متوسط قدرتها هي اربع بنود فقط بمعنى انك اذا اعطيت مجموعة من الكلمات غالبا لن تتذكر منها الا اربع.
وعلى النقيض فان سعة الذاكرة طويلة المدى لم يتم الالمام بها حتى الان. غير ان الامر لا يسير دائما هكذا. يقوم المخ احيانا بالتخلص من المعلومات قبل معالجتها بشكل صحيح كأن تذهب للمطبخ لإعداد شطيرة لكن عندما تصل تتساءل ما الذي اتى به الى هنا؟
ان عملية التشفير والاحتفاظ بالذكريات تكون غالبا في منطقة الحصين. والتي تصل اليها كل المعلومات التي تجمعها حواسنا. عبر مشابك عصبية. لذلك فان الاشخاص الذين لديهم حصين تالف لا يستطيعون تشفير ذكرى جديدة. غير ان بعض الذكريات يتم استدعائها بسهولة لانها اكثر تميزا عن غيرها. التي بنيت معها ارتباط عاطفي واحاسيس.
اما الذكريات طويلة المدى التي لا يمكن استدعائها لكن يمكن استخدامها ويطلق عليها “الذكريات الاجرائي” . مثل قيادة السيارة او عمل شطيرة اعتدت على عملها منذ زمن طويل. لدى المخ قدرة على تذكر الوجوه اكثر من قدرته على تذكر الاسماء.وذلك لان المخ طور الكثير من الاليات للتعرف على الوجوه مثل لون العينين او شكل الشعر.
اما الاسماء فهي من المعلومات التي تكون في الذاكرة قصيرة المدى.لذلك ان اردت ان تحفظ اسم شخص ما ليس عليك سوى ان تقوم بتكراره مرات عديدة. ليتم نقله الى الذاكرة طويلة المدى. ويسهل استدعائه متى ما احتجت ذلك.
يمتلك المخ الكثير من الاساليب للحصول على اقصى استفادة من الذاكرة قصيرة المدى ويركز المخ. على اول واخر شيء يسمعه. عندما يتعرض لكثير من المعلومات المفصلة بما يعرف “بتأثير الحداثة”. بصفة عامة ان الاوجه تظل في الذاكرة اكثر من الاسماء لانها حسية.
اما الاسماء فهي معلومات تحتاج لبعض العمليات المعقدة لتذكرها. لذلك يميل المخ لتذكر الوجوه اسرع من تذكر الاسماء.
الذاكرة والانحياز الانوي
ان المخ يتعامل مع الذكريات بشكل مرن للغاية. لتتناسب مع احتياجاتنا التي يراها المخ. بغض النظر عن مدى صحتها يسمى ذلك بالانحياز للذاكرة وغالبا ما يكون مدفوع بالانا و الغرور. يقوم المخ بتحوير الذكريات لجعلك تشعر بالرضا عن نفسك. ونفي اي سلبية من شأنها تعكير مزاجك.
يميل المخ لجعلك تتذكر انك كنت المؤثر على القرار النهائي للمناقشة ما. غير ان الانحياز الانوي لايأتي بمفرده بل يأتي مع انحيازات اخرى تدعمه. مثل انحياز دعم القرار. عندما تتخذ خيار من بين عدة خيارات مطروحة فان المخ يدعم خيارك مستخدما انحياز دعم القرار متغافلا عن مدى صحته او خطأه.
ايضا يأتي مع انحيازي لانا انحياز اثر التلاشي. حيث ان المخ يدفعك للتخلص من الذكريات العاطفية السلبية بشكل اسرع من الاحداث الايجابية. غير ان هناك انحيازات اخرى تظهر على بعض البشر مثل انحياز الاستدامة والذي يحتفظ فيه المخ بذكرى سلبية ويقوم بستعادتها الى ذاكرتك بدون اي مقدمات. وقد يكون مر عليها عشرون عاما
لكن ماذا لو اضطرب نظام الذاكرة لديك؟
ان الذاكرة تتعرض لبعض الاضطرابات والتي تؤثر على عملها. منها الذكريات الزائفة يتم تكوين الذكريات في المخ بجمع المعلومات من الحواس وتوجيهها الى المخ ليقوم بتشفيرها في الذاكرة طويلة المدى. غير انه يمكن لاشخاص ان يكون لديهم القدرة على زرع ذكريات زائفة في دماغك.
حيث يتبناها المخ على انها قد حدثت بينما هي لم تحدث قط. او بعض الاضطرابات التي تصيب المخ بشكل عضوي مثل مرض الزهايمر او العته والخرف والذي يسببه تفشي موت الخلايا في جميع أنحاء الدماغ
إن ما تنقله لك الدراما عن ذلك الشخص الذي يتلقى ضربه على الدماغ ثم يسقط فاقدا للوعي ليستيقظ وقد فقد ذاكرته يتنافى مع ما وجده العلم الحديث.
حيث ان الذكريات تنتشر في جميع انحاء المخ وليست في منطقة واحدة. ان فقدان الذكريات ليس له سبب مادي معروف حتى الان. انما يعتقد انه يرجع لأسباب نفسية
ومع نهاية فصل الذاكرة يذكر لك الكتاب كيف ان نظام عمل المخ البشري المعقد يصيب حتى اكثر الحواسيب تطورا بالحرج بقدرته الكبيرة على التكيف.
ومع إن المخ لديه قدرة كبيرة علي التكيف فان عقلك البدائي لا يزال محتفظ ببرمجته على التفكير في اي تهديد محتمل لاتخاذ الاجراءات قبل وقوع الكارثة ما يجعله في حالة تأهب كاملة
الخوف ليس ما تخشاه
يستخدم المخ وسائل مختلفة في محاولته لابقائك على قيد الحياة. ومن ضمن تلك الوسائل الكر والفر. حيث ان المخ يؤمن بمبدأ (السلامة افضل من الندم) مما يدفعه لجعلك تشعر دائما بالخوف في مواقف لا تستدعي ذلك حقا.يعمل المخ دائما على تحليل المعلومات التي تتوفر من البيئة المحيطة مع المواقف التي مررت بها في اوقات اخرى ليقرر ان كان هذا يدعو الى القلق او لا.
واذا فشل في الحصول على معلومات مخزنة في الذاكرة. عندها يستخدم اسلوب الكر و الفر . يتم تحليل المعلومات في القشرة المخية غير انها ليست وحدها. فالجزء المسئول عن العواطف يشارك ايضا في ذلك. تقوم اللوزة باطلاق الاشارة الحمراء فور حدوث ما يدعو الى القلق.
مما يسبب رد فعل سريع كما يحدث عندما ينفجر بالون فجأة فينشأ الرد السريع الغير مكتمل المعالجة في الدماغ. ان استجابة الكر والفر كانت العامل الاساسي لبقاء البشر على قيد الحياة طوال هذا الوقت. حيث يقوم المخ بإطلاقها مع اي حدث طارئ قد يهدد الحياة معتمد على مبدأ السلامة افضل من الندم. وقد ساعد هذا الانسان البدائي للبقاء على قيد الحياة متحديا اخطار البيئة المحيطة.
لكن بالنسبة للانسان المعاصر فالامر مزعج قليلا. حيث ان اجابة الكر والفر تتطلب الكثير من العمليات البدنية المجهدة والتي لا تزول سريعا والتي تسبب التوتر الذي يصاحب حالة التأهب التي يكون فيها عند اطلاق الاستجابة السريعة
ما يجعل الأمر يستهلك طاقة كبيرة ووقتًا اكبر ليعود الجسم الي وضعه الطبيعي.
يربط المخ الاحداث التي تسبب ضرر جسديًا او معنويًا دائما على انها يجب تجنبها في المرات المقبلة ما يجعلك دائما قلقلًا او خائفًا بشأن أمر ما. ان دماغك يتعامل مع اي شيء قد تكون له نتائج سلبية عليك على انه شيء مثير للقلق.
قد يتحول القلق المفرط الى مرحلة اعمق عندما يبدأ الانسان بالايمان بالخرافات ونظريات المؤامرة ويتحول الامر الى جنون الشك. يحاول مخك دائما ان يبقيك في منطقة الشك. في محاولة منه لابقائك مترقبا لاي طارئ قد يحدث.
اذا كيف ينشأ الايمان بالاوهام؟
إن المخ، ومع استقباله كثيرًا من المعلومات والتي يقوم بتفنيدها في جزء من الثانية، ما يجعل المخ يستخدم بعض الاختصارات مثل إطلاق إنذار كاذب على أي شيء يعتقد أنه مثير للقلق.
ومع استجابة ‘الكر والفر’ ونزعتنا لتوقع أسوء السيناريوهات، يكون الذهن ممتلئًا بالكثير من التفاصيل والتي تتطلب الكثير من الجهد في محاولة فهمها، فيبدأ المخ في اختلاق أنماط ليس لها وجود. وعلى ذلك، فإن كثيرًا من الخرافات مبنية على جلب الحظ الجيد أو دفع النحس وغيرها، ما يعني أن العقل يستخدمها كنوع من دروع الأمان من الخوف الدائم الذي يصيبه. لا يقف الأمر هنا فحسب، إن هناك اعتقادًا بأن الدماغ غير قادر على التعامل مع العشوائية بشكل جيد.
ولأنه يعاني من القلق الدائم، فإن ثمة شيء سيء سيحدث. لهذا، يبقيك دائمًا في وضع الترقب والقلق. يبدو أن حب المخ للأنماط، وعدم قدرته للتعاطي مع العشوائية، يدفع الكثير من الأشخاص إلى استنتاجات متطرفة مثل المؤامرة أو الإيمان بالخرافة.وليت الأمر يتوقف عند الخرافات والإيمان بها فقط. بل إن بعض الاضطرابات مثل الرهاب والقلق الاجتماعي، قد تصيبك أيضًا بالنظر إلى أنها أصلاً نابعة من الخوف والقلق.
إحاسيس مثل الخوف والحزن والحرج والخجل تترك أثرًا سلبيًا شديد الوطأة على النفس. إن مجرد التفكير أن تصيبك أي من هذه الإحاسيس كافٍ لتجنب القيام بأي عمل اجتماعي قد يسبب لك إحراجًا. إن القلق الاجتماعي هو الخوف من القيام بأي عمل قد يبدو لدى الآخرين أمرًا عاديًا، مثل الحصول على قصة شعر جديدة، أو الحديث في الهاتف.
إن منشأ القلق يأتي من توهم المخ لكل السيناريوهات السيئة، مع الاحتياج الدائم على الشعور بالاستحسان أمام الآخرين. وقد يتطور الأمر ليصل إلى ما هو أسوأ من ذلك. حيث يصل إلى الرهاب، وهو الخوف غير العقلاني من شيء ما تعلم أنه لن يصيبك بأي أذى، كالخوف من الحشرات أو الأماكن الضيقة مثلا. المثير للدهشة أن المصابين به يعلمون جيدا أن خوفهم ليس منطقي، غير أنهم ليس لديهم قدرة على التحكم به.
أحد الأسباب التي تسبب الرهاب هي التعليم الترابطي. بمعنى الربط بين استجابة مثل استجابة الخوف مع مثير معين مثل الحشرات. يحدث ذلك أحيانًا عندما تتناول طعامًا ما قد اعتدت تناوله دائما غير أنه كان ملوث هذه المرة فتقضي وقتًا في المشفى. يقوم مخك بربط ذلك الطعام مع المرض ما يجعل محاولة تناوله مرة أخرى أمر ليس بسهل.
ومن الأسباب أيضا أن المخ يستخدم التحذير من شيء ما، فيقوم مخك باستنباط كل الأشياء السيئة عنه التي قد تصيبك عند مواجهته. يقوم مخك بتنشيط كل السيناريوهات المحتملة وينشط استجابة الكر والفر واللوزة الدماغية والتي هي مسؤولة عن تشفير الذكريات. فتقوم بربط الخوف مع المثير. لذلك، قد يتحول الهدوء من شيء إلى الخوف منه، وقد يؤول في النهاية إلى الرهاب.ليس هذا فقط، فمن الأسباب أيضا أن الإنسان يتعلم الخوف من البيئة تحديدًا في عمر الطفولة والتي لا يكون قد اكتمل فيها الوعي بشكل كبير.
لهذا، إن كنت أنت مصابا برهاب الخوف من الصراصير مثلا، فإن ابنك غالبا سيصاب بنفس الرهاب. لأنه سوف يلتقط هذا منك، وهذا بالنسبة للرهاب المبسط.غير أن هناك نوعاً آخر من الرهاب المعقد، الأغورافوبيا. واحد من أنواعها هو الخوف من الأماكن المفتوحة. غير أن السبب الحقيقي ليس الخوف من الأماكن المفتوحة بل الخوف من المواقف التي لا يمكن فيها الحصول على المساعدة. لهذا يصل الأمر بمن يصاب به إلى عدم مغادرة المنزل.
بشكل وثيق، ترتبط الأغورافوبيا بالهلع، والذي يجعلك تشعر بالخوف والضغط والتوتر وعدم القدرة على التنفس وغيرها من الأعراض التي قد تختلف من شخص لآخر. غير ان السبب الاصابة باضطراب الهلع غير معروف.
لكن يعتقد إن “التجارب السابقة” قد تكون سببًا للإصابة أو “اضطراب جيني” ما غير أنه هناك “أسباب أخرى” يعتقد أنها قد تكون سببًا في “اضطراب الهلع”. إذاً لماذا يميل الناس إلى الشعور بالخوف؟ بل ويبحثون عنه ويحبون تجربته. كما يحدث عندما تستمتع بمشاهدة فيلم رعبأو قراءة قصة مرعبة.
إن “الرغبة” و “الخوف” مرتبطان بنفس المنطقة في المخ وهي “منطقة المسار الوسطي الطرفي”.
وهي المنطقة المسئولة عن “إحساس المخ بالمكافآت”. يتكون المسار من من السقيفية البطنية والنواة المكثفة وهما عبارة عن مجموعات كثيرة من الدوائر والتوصيلات العصبية العميقة داخل المخ والتي ترتبط مع أجزاء أكثر تعقيدًا في المخ وتشمل منطقة الحصين والفص الجبهي.
مع الأكثر بدائية مثل “جذع المخ” والذي له نفوذ كبير على المخ. تشعر المنطقة السقيفية البطنية “المثيرات” ثم تحدد إن كانت إيجابية أو سلبية ثم ترسل إشارة إلى النواة. المكثفة بقرارها والذي تقدم الاستجابة المناسبة إذاً إن المكافأة هي “الشعور الإيجابي” الذي تشعر به عندما يرضى المخ عن شيء ما قمت به مثل أن تتناول طعامًا جيدًا أو أن تمارس الجنس. إن الشعور بالخوف واستجابة “الكر والفر” وفورة “الأدرينالين” و “التأهب” الذي يحدث عند مشاهدة والاستماع إلى شيء مرعب ولكن وفور اختفائه يدرك المخ أن الخطر قد زال. عندها يقوم المخ بتسليط الضوء على “الخطر” الذي توقف.
ويقوم عندها المخ بإطلاق استجابة مكافأة كبيرة لتحفيزك لفعل أي ما كان ما فعلته لتوقف الخطر بذات الطريقة في كل مرة.إن السعي وراء المتعة والأحداث الشيقة لابد أن يقترن مع حد معين من السيطرة على الأحداث.حيث إن المخ لا يستمتع بالخطر إن كان سيتسبب في فقدك أحد أعضائك.
لماذا إذاً يتأثر دماغنا بالنقد أكثر من المديح؟
على ذلك يعود إلى أن المخ تكون “الأمور السيئة” بالنسبة له أهم من الأمور الإيجابية. إن “النقد اللاذع” يفعل “هرمون الكورتيزول” والذي يستخدمه المخ حال الاستجابة للأحداث المرهقة. يتم إفراز هرمون الكورتيزول بشكل رئيسي في “المحور الوطائي- النخامي- الكظري”.
وهو مجموعة متشابكة من الوصلات العصبية. ويقدر العلماء أنها مسئولة عن إفراز الهرمونات في الجسم.يقوم المخ بإطلاق استجابة “الإجهاد” عند حدوث شيء ما يضر بتحقيق هدف تسعى إليه.
وبذلك لا تكون عرضة للاستجابة للاجهاد عند حدوث كل مثير مجهد.
إن المخ يحتفظ بهدف “إثارة إعجاب الآخرين” لذلك في حال تعرضت للاهانة أو التوبيخ تحديدًا إن كان ذلك قد حدث على الملأ ما يهدد الهدف الذي تسعى للوصول إليه مما يؤدي الى إفراز هرمون الكورتيزول والذي يؤثر على المخ بشكل مباشر فيجعل رد الفعل على الاهانة رد فعل جسدي حقيقي.
إن ذلك يعود إلى حقيقة أن المخ يميل دائماً للمبالغة في توقع الأسوأ. في حال المدح يقوم المخ بإطلاق هرمون “الأوكسيتوسين” . والذي يدفعك للشعور بالسعادة غير أن من خصائص هذا الهرمون أنه يختفي سريعاً من تيار الدم.
على عكس هرمون الكورتيزول والذي يطلقه الجسم في حالة الشعور بالتهديد أو بالاجهاد.والذي يظل حتى ما يصل الى ساعتين مما يجعل النقد أكثر تأثيراً علينا من المديح.
وربما من الأسباب الأخرى أن المديح بين الناس من الأمور المعتادة والتي تحث عليها العراف والذوقيات الاجتماعية
ما يجعل النقد فعل شاذ خارج عن المألوف. فيترك التأثير الأكبر عليك إذاً هو يترك التأثير الأكبر عليه.
إن كل الكائنات تستطيع القيام بالوظائف الأساسية التي يقوم بها المخ البشري ما يميز المخ البشري أنه يستطيع إنشاء فلسفته الخاصة أو تعلم نفسه كيفية العمل في الصناعات المختلفة. أو ما وصلت له الحضارة البشرية من تطور.
الذكاء وما وراءه
المثير للدهشة هو أننا لسنا “أذكياء بما يكفي” لنعرف من أين يأتي الذكاء. وكيف يعمل. على أن العلماء يحاولون تكثيف المزيد من البحوث لمعرفة ذلك. وفي إحدى المحاولات لقياس الذكاء، التي لم يتفق العلماء على تعريف محدود له، كونه أمرًا “غير مادي” لا يمكن قياسه. لكن و لحسن الحظ، اتفق العلماء على العديد من جوانب الذكاء. منها أن الذكاء يعكس قدرة المخ على القيام بالأشياء بشكل أكثر دقة.
كالقدرة على معالجة المعلومات واستغلالها. واتفقوا أيضًا على مسميات مثل “التفكير” و “الأفكار المجردة” و “الفهم” وغيرها. مثل هذه الأشياء تستخدم للإشارة إلى “الذكاء الفائق”.أنك تستخدم “التفكير” و “الفهم” و “التخطيط” للفعل المناسب، هذا هو الذكاء. غير أن معرفة الذكاء ليست “العقبة الوحيدة” التي واجهت العلماء.أيضًا، كيف يمكن قياس شيء “غير مادي”؟
لم يتوصل العلماء إلى شيء يمكن من خلاله قياس نسبة ذكاء الفرد. غير أن اختبارات الذكاء التي يستخدمها العلماء تعمل على قياس “الإدراك المكاني” و “الحسابي” وغيرها. لكنها لا تساعد على معرفة الذكاء بالنسبة لشخص ما.
وذلك يرجع إلى عدم القدرة على تحديد ماهية الذكاء أصلاً. لا يتوقف العلماء عن المحاولة.
حيث قام العالم سيبرمان بعملية لتقييم اختيارات الذكاء حسب الأشخاص ووجد أن جميع الأشخاص يعتمدون على عامل واحد أساسي يُسمى بالعامل جي. إن العامل جي يمثل “الهيكل الذي تبنى عليه الأساسات”.
حيث إنك إن لم تمتلك عامل جي قوي، فلن تفيدك كل حيل الذاكرة التي تحاول استخدامها للحصول على “ذكاء فائق”.
يعتقد العلماء أنه يوجد جزء في المخ مسئول عن العامل جي.
الجزء الذي يسمى الذاكرة العاملة هو المسؤول عن معالجة وتلاعب المعلومات للاستخدام الفعلي في الذاكرة قصيرة المدى. غير أن الذاكرة العاملة والعامل جي ليسا فقط المسؤولين عن الذكاء. بعد أن قام العلماء بالبحوث، وجدوا أن الذكاء ينقسم إلى قسمين.
الذكاء السائل وهو قدرتك على استخدام المعلومات والعمل بها. والذكاء المتبلور وهو معلوماتك التي قمت بتخزينها في ذاكرتك واستخدامها للتصرف في المواقف التي تمر بها بشكل أفضل. هذا يعني ان الذكاء المتبلور هو معرفتك التراكمية.
اما الذكاء السائل فهو الى اي مدى تستطيع استخدام هذه المعارف؟ ان الذكاء السائل يقل مع التقدم في العمر. اما الذكاء المتبلور فهو يبقى معك مدى الحياة.
ان الكثير من الابحاث دفعت العلماء الى القول انه يوجد “ذكاءات متعددة”. والا كيف لشخص ان يكون غير ذكي في شيء لكنه موهوب في شيء اخر.
مشيرين الى ان “القدرات العقلية الاساسية” هي سبع:
1- الفهم اللفظي.
2- الطلاقة اللفظية.
3- الذاكرة.
4- القدرة على الحساب.
5- السرعة الادراكية.
6- الاستدلال الاستقرائي.
7- والتصور المكاني.
غير ان كل تلك النظريات التي تحدثت عن الذكاء لم تحسم الجدل حتى الان. حتى نظرية الذكاءات المتعددة ما تزال قابلة للتغيير والتطوير. لكن حتى الأذكياء يعانون، حيث وجد أن الأشخاص الأكثر ذكاءً على مقياس النظريات السابقة لا يمكنهم الفوز في جدال. ذلك لأن البشر، كلما عرفوا أكثر، زاد وعيهم بأن العلم أكبر من أن يحاط به.
يرجع ذلك الى متلازمة الاحتيال والتي يشعر فيها الشخص الكفء انه لم يقدم شيئا. والشخص الاقل كفاه الى الثقة العمياء. حيث لديهم اعتقاد دائم انهم على صواب. يتعرض الاشخاص الاكثر ذكاء الى عدم القدرة على الثقة بالنفس ويرجع ذلك الى ان المجتمع يعادي العقلانية.
وربما يرجع ذلك إلى “الانحياز النفسي” وأن الأشخاص لا يتقبلون فكرة أن هناك من يمكن أن يكون أذكى منهم، أو الانحياز للمصلحة الذاتية حيث أن الأشخاص الأكثر ذكاءً يعاملون بتقدير واحترام من محيطهم. هناك مسمى علمي لشعور الأشخاص الأقل ذكاءً بالثقة العمياء، يُطلق عليه تأثير “دانينغ-كروجر” وجد الباحثان الذي سُمي عليهما فالانحياز.
في إحدى الدراسات وجد أن الأشخاص الأكثر ذكاءً والذين أنهوا اختبار التجربة بشكل جيد كان لديهم اعتقاد أنهم لم يبلوا بلاءً حسنًا، على عكس أولئك الذين لم تكن أجوبتهم جيدة بما يكفي حيث كانوا أكثر ثقة في أجوبتهم. غير أن هذه القاعدة ليست ثابتة حيث أن هناك انحراف فيها كما في كل شيء.
الجزء الذي يعتقد انه مسئول عن تقييم الذات في المخ مرتبط بحجم الانسجة في المنطقة الباطنية من قشرة الفص الجبهي اليمنى يعتقد ان المخ الذكي يحتاج الى طاقة اقل. يرجع ذلك الى ان المناطق المسئولة عن الذكاء لدى الاشخاص الاذكياء تكون اكثر ترابطا وتنظيما مما يجعلها تعمل بكفاءة وطاقة اقل.
لا يوجد حتى الان دواء او طريقة علمية معتبرة تحسن من الذكاء في المخ. حيث ان كل ما تم الترويج له من عقاقير معدة لحالات مرضية معينة. تسبب ضررا طويل الامد بالنسبة لعلاج يستخدم بشكل عشوائي.
ان البحث على ان تكون اكثر ذكاء يبدو صعبا ويحتاج الى العزم والسير في طريق طويل قد لا يوصلك الى شيء. كون ان العلماء لم يتوصلوا بعد لشيء فعال لانجاح هذه المهمة.
اذا يمكنك ان تأمل ان بعض الجينات يمكن ان تكون سبب في زيادة الذكاء. حقيقة يعتقد العلماء انه لا يوجد جين محدد مسئول عن الذكاء. كون الذكاء هو عمليات كثيرة ومعقدة يتشارك فيها الكثير من الجينات والتي يلعب كل واحد منهما دور مهم لاتمام العملية. غير ان ان العلماء وجدوا ان بعض الجينات تلعب دور الوسيط مثل جين صميم البروتين.
يعتقد ان ثمة جينات مسئولة عن الطول تشترك ايضا حيث يرتبط الطول والذكاء غير ان هذا الامر ليس حاسما وما يزال محل الجدل. بل قدم العلماء نظريات مختلفة تحاول معرفة الرابط بين الطول والذكاء. وان كان احدهما يؤثر على الاخر.
المؤثرات كثيرة جدا التي تسهم بشكل او باخر في الذكاء مثل التربية والثقافة والصور النمطية والصحة والاهتمامات الشخصية والاضطرابات وغير ذلك. الايمان بالذات هو المعول الاول الذي يساعد في أعمال عقلك وتحفيز الذكاء لديه
ما بين قدرة المخ الكبير على تشكيل صورة نمطية من المعلومات المحدودة والطريقة التي يدرك بها العلم. تظهر مدى التعقيد الكبير ما بين القوة التي يمتلكها. وبين اوجه النقص فيه
الانظمة العشوائية في المخ
المخ وتفاعله مع الحواس الخمسة. مع العلم ان علماء الاعصاب لديهم اعتقاد ان البشر يمتلكون اكثر من خمس حواس مثل الحس العميق والتوازن والشهية وغيرها. غير ان هذه الحواس معنية بالاحساس الداخلي للانسان.
اما الحواس الخمسة فهي ما يراقب به العالم الخارجي ويتعرف عليه من خلالهما.
حاسة الشم وعمل المخ المعقد معها. تعد حاسة الشم من الحواس التي يتجاهلها الكثير من الناس على الرغم من ان حاسة الشم هي اول ما يكتمل عند الجنين في رحم امه. ان حاسة الشم هي حاسة كيميائية. حيث تعمل على شم الروائح المختلفه. يعتقد إن قدرة البشرعلى شم الكثير من الروائح كبيرة اي ما يقرب من تريليون رائحة والتفرقة بينهما يبدو هذا غريبا ومخيفا جدا.
كيف يشم الانسان؟
تنتقل الرائحة الى المخ عن طريق العصب الشمي والذي هو من الاعصاب القليلة لدى الانسان القابلة للتجديد. يعود لانها معرضة مباشرة للبيئة الخارجية. توجد خلايا العصب الشمي في بطانة الاجزاء العلوية من انفك.
تقوم المستقبلات المدمجة فيه باستشعار الجزيئات عند تلامسها معا فتقوم بارسال اشارة الى البصلة الشمية. وهي المنطقة المسئولة عن تنظيم وترتيب المعلومات عن الروائح والتي تقوم بارسال المعلومات لمناطق مثل النواة الشمية والقشرة الكمثرية ما يعني انك شعرت برائحة ما تعلق الروائح في الذاكرة حيث ان نظام الشم موجود بجوار منطقة الحصين واجزاء اخرى في نظام الذاكرة ولهذا تعيد لك بعض الذكريات المتعلقة بها.
ان “حاسة الشم لا تعمل بمفردها دائمًا”. ان “حاستي التذوق والشم تعملان معًا على الأرجح”. ان “حاسة التذوق كيميائية أيضًا”، حيث تستشعر “المستقبلات في اللسان وأجزاء أخرى من الفم” بالاستجابة لـ “الكيماويات المحددة”. عادةً ما تكون “ذائبة في اللعاب”. تكون “المستقبلات” مجمعة في “براعم التذوق”، والتي تغطي اللسان مُنقسمة إلى “أنواع خمسة: المالح والحامض والمر والحلو والأومامي (وهو طعم اللحم)”.
ان حاسة التذوق هي اضعف حواس البشر. وجد العلماء إن حاسة التذوق مرتبطة بشكل اساسي بحاسة الشم. حيث عندما تفقد حاسة الشم يؤثر هذا على قدرتك على التذوق مما يوصلنا الى ان التذوق حاسة تعتمد في الاصل على باقي الحواس لتعمل وتعد من أضعف الحواس البشرية.
ليس الشم والتذوق وحدهما مرتبطان معا حيث ان حاستي السمع واللمس ايضا متصلان ببعضهما. تصنف الحاستين على انهما حاستين ميكانيكيتين. اي انهما تنشطان بواسطة الضغط او القوى الحسية. حيث ان الاصوات في الحقيقة ما هي الا اهتزازات تطير في الهواء الى طبلة الأذن فتهتز ناقلة الاهتزازات الى القوقعة وبعدها ينتقل الصوت الى رأسك.
ان القوقعة قناة لولبية ممتلئة بالسوائل ينتقل الصوت بطولها. يعد تصميم القوقعة الدقيق والفيزياء الموجودة في الموجات الصوتية من الأسباب التي تحدد المسافة التي تنتقل خلالها الاهتزازات على طول القناة. يبطن القوقعة العضو الحلزوني الذي يعد طبقة اكثر مما هو بنية مستقلة.
ويغطيه خلايا شعرية والتي هي في الحقيقة مستقبلات والتي تستشعر الاهتزازات التي تحدث في القوقعة. مطلقة اشارات استجابة لذلك. ان نظام السمع يشتمل على الية دقيقة ما يجعله هشا الى حد ما. ما يجعله عرضة للتعطل كما يحدث مع طبلة الاذن والتي قد تتعرض للتلف او التعطيل بسبب السوائل او شمع الاذن او الصدمات.
اللمس ايضا حاسة ميكانيكية تستجيب للضغط مثل ان تقوم بلمس جلدك تشعر بذلك بواسطة مستقبلات موجودة في كل مكان في بشرتنا. ينقسم اللمس الى عدة عناصر. لهما مستقبلات خاصة في الجلد مثل الاهتزاز والحرارة وتمدد الجلد والعضلات والعضو والعضم وحتى الالم في بعض الاحيان.
مما يعرف باسم الجهاز الحسي وقد تتفاجأ عندما تعلم ان العضو الوحيد الذي لا يحتوي على مستقبلات الالم هو المخ نفسه. وجدت الدراسات ان اللمس والسمع حاستين مترابطتين بشكل كبير حيث اظهرت اظهر الاشخاص اصحاب السمع الحاد لديهم حساسية اكثر تجاه اللمس يعطي المخ الاولوية للرؤية على جميع الحواس الاخرى.
وتستقبل العينان الضوء من خلال بؤبؤ العين والعدسات التي في المقدمة. والذي يهبط على الشبكية في الخلف.
الشبكية هي طبقة متشابكة من مستقبلات الضوء. وهي خلايا عصبية متخصصة لاستشعار الضوء. بعضها يعمل بواسطة قدر قليل من الفوتونات. تستخدم المستقبلات الضوئية بشكل اساسي في رؤية التناقضات كالضوء والظلام. وتعرف بالخلايا العضوية والتي تعمل في الضوء الخافت.
اما عن الضوء الساطع فتصبح بلا فائدة. اما النوع الاخر من من المستقبلات والذي يعمل بالنهار يستشعر الفوتونات التي لها امواج طولية محددة. وهذا يفسر قدرتنا على رؤية الالوان نهارا. بينما نعجز عن ذلك ليلا.حقيقة الامر ان الصورة التي تنقلها العين للمخ تكون ضبابية.
ويكون على المخ القيام بالكثير من التلميع لتراها كما هي. يقوم المخ بالكثير من العمليات المعقدة والتي يذكرها الكتاب تفصيلا ليستطيع ان يقدم لك صورة مكتملة لما تراه في العالم الخارجي مستعينا بالمعلومات التي تأتي من باقي الحواس الأخرى وليس جهاز الابصار فقط.
مع كل ما يتلقاه المخ من معلومات وغيرها من جميع الحواس ما يجعل التركيز عليها جميعا امرا صعبا. ينقلنا نتساءل عن ما الذي يثير اهتمام المخ اكثر من غيره
المخ والانتباه
ان الانتباه سعته قليلة جدا لذلك انت لا تستطيع ان تسمع لخمسة اشخاص يحدثونك مرة واحدة. يعتقد ان الانتباه مرتبط بالذاكرة العاملة قصيرة المدى ينقسم الانتباه الى نوعين.
حيث يعتقد العلماء ان الانتباه اللاواعي يمكنك من قيادة السيارة دون الحاجة الى كل تركيزك اذا انه يعمل الانتباه اللاواعي على فعل الشيء لفترة طويلة ليتأقلم المخ عليه دون الحاجة الى كل انتباهك النوع الثاني هو الانتباه الذي تستخدمه اثناء التعلم والذي يجعلك تحتاج إلى قدر اكبر من التركيز
الشخصية مفهوم تجريبي
ان الشخصية منتج من منتجات المخ ومن الصعب جدا قياس شخصية الانسان كما من الصعب ايضا قياس ذكائه كما رأينا في الفصل السابق. بطريقة صالحة صحيحة وموضوعية.
هذه هي نتائج التي خلصت لها الكثير من التجارب العلمية والدراسات التي حاولت فهم الربط بين المخ والشخصية.
ومع اختلاف علماء النفس عن تعريف موحد للشخصية فقد لاقى التعريف هذا قبولا بين اكثرهم. وهو ان الشخصية نمط مميز من الافكار والمشاعر والسلوكيات التي تفرق بها بين شخص واخر.
اذا ما مدى فاعلية اختبارات الشخصية وهل يمكنها حقا ان تحدد شخصية الانسان؟ ان تحدد شخصيات اشخاص مختلفين بناء على بعض الاسئلة التي يتم طرحها ليس امرًا مقبولًا على الرغم من صعوبة تحديد شخصية الانسان بناء على ادوات بسيطة كالاختبارات المكتوبة.
الى ان النظريات الحديثة تشير الي ان هناك عناصر اساسية للشخصية تسمى السمات الخمس الكبرى.مفترضة ان كل الاشخاص يكونون واقعين في منطقة بين الطرفين لاسيمات الخمسة الكبرى.
1-الانفتاح
2-التفاني
3-الانبساط
4- القبول
5- والعصابية
غير انه ما زال الجدل مستمرا حول فاعلية هذه النظرية.حيث يميل الاعتقاد انها تتحدث بشكل اكبر عن الشخصية الظاهرية فقط للانسان. ومع صعوبة معرفة شخصية الانسان بشكل محدد ما زال يرى بعض الاشخاص ان اختبارات الشخصية فعالة ويقومون بتجربتها غير ان الحقيقة هو ان شخصيتك تعيقك عن تقديم اجابات حقيقية.
لكن حتى لو افترضنا انها تسمح بذلك لا تنسي ان الاختبارات ما زالت عامة جدا وعلى عكس الطبيعة البشرية المعقدة للغاية
إن شخصياتنا لها صفات مشتركة تكون من لب التكوين البشري و الغضب أحدها إذا ما الغضب : هو انفعال ينتج بسبب اختراق احد ما لحدودك ايا ما كانت ما هي هذه الحدود. كأن يقترض احدهم منك مالا ولا يعيده.
هذا اختراق لحدودك المادية وهكذا يعتقد العلماء ان الغضب تطور من اليات الدفاع عن النفس التي يستخدمها المخ.
ذلك ان نظام استشعار المخاطر مقتحم فيه بشدة. كاللوزة والحصين والسنجابية كل المناطق المسئولة عن المعلومات الحسية.
غير ان الشعور بالغضب يعمل ايضا على تقليل الضغط الناتج عن التوتر وذلك باطلاق هرمون الكورتيزول المسئول عن التوتر.
يشارك كذلك في الغضب مناطق من الدماغ.
مسئولة عن العواطف والذكريات. لذلك قد يحدث ان تجد ان بعض المواقف ما تزال تزعجك وتظل معك. لايام وربما اشهر.
غير ان الامتلاء من الغضب من مواقف صغيرة لا تستطيع التصرف حيالها يجعلك كبالون يوشك ان ينفجر.
وعندما تجد ولو فرجة صغيرة تستطيع ان تفرغ بها طاقتك فانت تقوم بالغضب على مواقف قد لا تستحق ذلك الرد الغاضب
يكون ذلك ناتجا عن من مواقف سابقة وليس من موقف محدد.
ان استخدام الغضب يحتاج الى ميزان دقيق من الحكمة.
يكون اكثر فائدة عند استخدامه في حال رد المظالم للاخرين.
او في حال دفع اعتداء من اشخاص قد يصيبوك باذى.
ومن الصفات التي نتفق فيها أيضًا
السعي لتحقيق الذات
اذا الى اي مدى يمكن للجمل التحفيزية ان تساعدك على الوصول الى أهدافك؟
فالحافز او الدافع الذي يدفع البشر لتحقيق اهدافهم كان محط اختلاف العلماء كما هي العادة مع عمل المخ المعقد.
حيث يعتقد البعض ان المتعة اللحظية هي الحافز للبشر للاستمرار نحو اهدافهم. غير ان هذا غير صحيح.
كوننا نقوم احيانا ببعض الامور التي لا تنتج متع اللحظية لكننا نستمر فيها املا في نتائج نهائية مختلفة.
وهناك نظريات اخرى كنظرية ماسلو او التدرج الهرمي الاحتياجات حيث تستخدم النظرية تدرج هرمي لاحتياجات البشر يكون لها الأهمية الأولى لتحقيق
غير ان حتى هذه النظرية لم تلقى التأييد المطلق حيث ان البعض يقدمون حاجات الاخرين على حاجاتهم الخاصة ما ينفي دقة النظرية.
لهذا يعتقد الكاتب ان ثمة دوافع داخلية واخرى خارجية حيث يعتقد انهما تعملان بدقة داخل بعضهما البعض. لتساعدك على سعي خلف تحقيق اهدافك.
حيث تقوم الدوافع الداخلية وهي محاولة الحصول على المتع مع الدوافع الخارجية وهي محاولة كسب اهتمام ورضا الاخرين. في تحفيزك على تقديم المساعدة للاخرين وربما ايضا البحث عن اهداف تخص ذاتك
وبذلك تعمل هذه الدائرة بشكل منتظم مع بعضها البعض لتحفيزك والدفع بك الى تحقيق ما ترنو له
هل للمخ دور في الفكاهة كما له دور في الكثير من الاشياء المؤثرة على حياتنا و شخصياتنا؟
يعتقد ان الضحك كما يظن فرويد افراج عن الطاقة الكامنة للنفس او الاجهاد
وينظر الى هذه النظرية بشكل مقبول في اواسط علماء النفس.
غير انها ليست الوحيدة حيث يتبنى آخرون ان الضحك تطور
كحالة بين البشر لاعلام بعضهم بعضا ان الخطر قد زال.
غير ان هذه النظرية لا تلقى نفس القبول الذي تلقاه النظرية الاولى.
اما ما يميل الكاتب لتبنيه هو ان الضحك ينشأ عندما تنتهك توقعاتنا نحن لا نضحك بنفس الطريقة على النكتة ذاتها غير ان العلماء لم يتوصلوا الى مركز الضحك في المخ.
حيث انه من الواضح انه ينشأ عن عدد كبير من العمليات المختلفة.
يتأثر الانسان بالمجتمع المحيط به ويحاول جاهدا الحصول على القبول الاجتماعي لهذا طور المخ وسائل يتعرف من خلالها على تعبيرات وجه محدثك في حال كان صادقا فيما يقول او لا.
وذلك نحن نتواصل بشكل اكبر مع الاخرين دون الحاجة للكثير من الكلام كأن يخبرك احدهم بخبر قادم ان ملامح الوجه تساعد بشكل كبير على توقع ما الشئ القادم
يقدم لك العلم اساليب مختلفة للتحكم في الاخرين
مثل التدرج في الطلب وهو انك لا تقدم كل ما تريده مرة واحدة بل تتدرج فيه
او اسلوب باب في الوجه
ان تبدأ بتقديم الطلب الذي تتوقع رفضه اولًا وعندما يتم رفضه تقدم هدفك الذي تسعي لتحقيقه اسلوب الكرة المنخفضة
يشبه اسلوب التدرج.
ان بحثنا الدائم على ان نكون محل تقدير من الاخرين يجعلنا عرضة للابتزاز من خلال اشخاص معدومي الضمير يتفاعل المخ مع العلاقات الاجتماعية والصداقة بشكل قوي حيث يفرز هرمون الحب “الاكسيتوسين” عندما تكون عندما نكون بجانب شركائنا الذين نقدرهم ليست هذا فحسب بل يزيد نشاط الدوبامين كذلك.
يعطي المخ الاولوية دائما لما يجعل الاخرين يعجبون بك بغض النظر عن مدى صوابيته وذلك في مسعاه لكسب احترام الغير وتقديرهم ويزيد ذلك كلما كانت علاقتنا معهم اقوى واكبر
الوجود في مجموعة
مما يسعى البشر دائما للحصول عليه مقدمين الانسجام الجماعي والوئام والاتفاق على الجدال والصراعات.
لذلك لا ينفك ان ينتمي احدنا الى مجموعة ما.
وتلك المجموعة تعتنق افكاره في محاولة للحصول على اكبر قدر من الانسجام
إذا ما الاسباب التي قد تدفع البشر للخروج من حيز المجاملات والمودة والسعي للترابط الاجتماعي وغيرهما الى حيز الوحشية والعنف والمعاملة السيئة.
وجدت الدراسات ان البشر مستعدون لطاعة رموز السلطة الرسميين الذين ينظر اليهم على انهم مسئولون عن عواقب الاجراءات التي يطلبونها.
وذلك إن البشر يميلون لما هو عملي حيث من غيري الجيد ان تتوقف حيال احتجنا قرار لشيء ما في كل مرة لنتجادل من سيكون المسئول.
ليست الاوامر وحدها هي التي قد تجعل البشر اكثر تسلطا وعنفا.
بل ان عنصر المجموعة والتحزب دائما ما يدفع الى الخلاف كما جاء في الكتاب.
وبما ان البشر لا يستطيعون العيش بعيدا عن المجموعات فيبدو ان هذا لن يتوقف
كيف يتأثر المخ بالاخرين
بعد ان تعرفت الى الطريقة التي يعمل بها المخ في الوضع الطبيعي.
الان سوف نتعرف الى الإضطربات التي تصيب المخ.
اولًا الإضطربات العصبية و التي تنشأ بسبب مشكلة مادية جسدية او وجود خلل ما في الجهاز العصبي المركزي
مثل تلف الحصين الذي يؤدي الي فقدان الذاكرة او تضاؤل المادة السوداء في المخ الذي يقود بعد ذلك الى حدوث امراض شنيعة لها اعراض مادية جسدية يمكن التعرف عليها.
اما الاضطرابات النفسية هي تشوهات للتفكير او السلوك او المشاعر لا يتطلب وجودها سبب مادي
من ضمن هذه الاضطرابات الاكتئاب
ان اعراض الاكتئاب تظهر باشكال مختلفة
مع اختلاف كيفية تأثيره من شخص لآخر
حيث يصاب البعض بالاضطراب المزاجي
بينما يعاني آخرون يأس لا يتغير او يتزعزع
والبعض يعاني من قلقا شديدا وشعورا بالرهبة
مما يصعب العثور على اسباب الاكتئاب الرئيسي.
يعتقد العلماء ان الاكتئاب اكثر من مجرد اختلال كيميائي.
لكن هناك احتمالات كثيرة تربط اضطرابات النوم مع الاكتئاب.
ان الستروتون وهو ناقل عصبي رئيسي في تنظيم ايقاعات الساعة البيولوجية يصاب ببعض الاضطراب.
فالاكتئاب ليس له نمط نومي محدد بل انه يسبب اضطراب في انماط النوم ما يعتقد انه احد الاسباب الموصل للاكتئاب.
يشارك في اسباب الاكتئاب الفص الجبهي المسؤول عن الكثير من الوظائف.
ومن ضمنها ادراك المتعة حيث يكون اكثر نشاطا لدى مرضى الاكتئاب.
محور المهاد ايضا الذي ينظم استجاباتنا للضغط يكون مشاركًا ايضًا
غير ان البعض يعتقد ان الاكتئاب يؤثر على الكثير من مناطق المخ ولا يمكن حصره في منطقة واحدة.
ان من مشكلات الاكتئاب الاساسي انه يمنعك من التصرف بشكل طبيعي.
غير ان الاكتئاب ليس الشيء الوحيد الذي يصيب الاشخاص من ضمن الاضطرابات النفسية.
فهناك ايضا الانهيار العصبي.
يحدث الانهيار عندما لا يستطيع شخص ما التعامل مع موقف مليء بالضغوطات حيث يسقطون مستسلمين ويتوقفون عن العمل
ليس كل الاشخاص معرضون للانهيار العصبي.
فقط اولئك الذين لديهم القابلية للتأثر يصلون للانهيار العصبي اكثر من غيرهم
حتى وان كان يتعرض لقدر اقل من الضغوطات.
الأسباب التي تدفع الناس الى ادمان المخدرات
تستطيع المخدرات تنشيط مسار المكافأة في المخ بشكل مباشر دون الحاجة الى وجود بعض الاثار الايجابية على الجسد التي يدركها المخ ويطلق بعدها المكافأة.
ويقوم عندها بتفعيل تأثير المكافأة.
ان زيادة النشاط في مسار المكافأة هو المقصد الرئيسي للمخدرات.
وفي حالة تكيف المخ على جرعة المخدر والقدر الذي يأخذه المدمن.
يقوم المخ بمنع ذلك التأثير من الحصول.
ما يدفع المدمن الي زيادة الجرعة للحصول على نفس المتعة التي كنت تحصل عليها مع اول جرعة كنت تأخذها
ويظل الامر في ازدياد حتى يصل الامر الى ان جسدك يتحمل جرعة من المخدر كبيرة قد تتسبب في موت شخص لم يتعاطى هذا المخدر من قبل
يعد هذا هو السبب الرئيسي الذي يجعل الاقلاع عن المخدرات امرا صعبا جدا ويحتاج لتدخل طبي.
وليس هذا فحسب بل من ضمن الاضطرابات التي تصيب المخ الهلوسات والاوهام.
و تعد من أكثر اضطرابات الهلوسات شهرة هو مرض الذهان
وهو مرض يصيب الاشخاص فيجعلهم غير قادرين على التفرقة بين ما هو حقيقي وما هو خيالي.
حيث يختلط العالمين ببعضهما البعض.
فلا يعود الشخص قادرا على التفرقة بينهما
الى جانب الاضطرابات السلوكية والنفسية الاخرى التي تصيب مرضى الذهان
العملية الاساسية التي يعتقد انها تكمن وراء الاوهام بشكل عام هو ان المخ يتوقع حدوث شيء ما
ثم يدرك ان هذا الشيء ليس موجودا في الواقع
فعندها يصبح التطابق ما بين التوقعات والواقع مختلف تماما فيبحث المخ عن حل لعدم التطابق هذا ويبدأ الامر في ان يصبح مشكلة تحتاج الى حلول وقد يطرح المخ استنتاجات وحلول سخيفة وغير مفهومة
غير انه يعتقد العلماء ان الامراض والاضطرابات النفسية يكون لها سبب في المخ.
فمثلا لو اخذنا على سبيل المثال جنون الارتياب.
هذا يعني ان الشخص المصاب بجنون الارتياب
ان انظمة استشعار المخاطر في المخ وبعض الانظمة الدفاعية تعاني نشاط زائد ما يدفع الشخص للإصابة بجنون الارتياب ويمكن القياس على ذلك
في النهاية يحوي الكتاب سيل من الدراسات والبحوث و المعلومات المعقدة والتي استطاع الكاتب إن يقدمها بإسلوب فكاهي بسيط لتصل الي عامة الناس وليس فقط المتخصصون في علم الأعصاب.
اين اجد الكتاب وهل الكتاب باللغة العربية
[…] أقرأ أيضا ملخص كتاب المخ الأبله للكاتب: دين برنت […]