معاوية بن يزيد , ثالث خلفاء الدولة الأمويه

أهلاً وسهلاً بحضراتكم في حلقة جديدة من خلاصة كتاب! في حلقتنا اليوم، سننطلق في رحلةٍ ممتعة إلى العصر الأموي، حيث سنتعرف على شخصيةٍ مميزة تحمل اسماً بارزاً في تاريخ الدولة الأموية. إنه معاوية بن يزيد، والذي اشتهر بلقب “معاوية الثاني”.

معاوية بن يزيد، ولد وترعرع في أرض الشام، واسمه الكامل هو معاوية بن يزيد بن معاوية بن سفيان بن صخر بن حرب بن أمية القرشي. وقد كان يُلقب بأبو يزيد وأيضًا بأبو ليلى، وهو ثالث خلفاء بني أمية الذين تولوا حكم الدولة بعد وفاة الخليفة علي بن أبي طالب.

معاوية بن يزيد: الخليفة القصير الفترة والوجه الجميل

في سنة أربعة وأربعين هجريًا، ولد معاوية بن يزيد، الشاب ذو البشرة البيضاء الشديدة والشعر الكثيف، حيث كان يتمتع بعينين كبيرتين، وشعر أجعد يتدلى على جمال وجهه المتقن. وقد كان جسمه متناسقًا وجميلاً. تزوج معاوية بن يزيد ثلاث مرات، ورغم ذلك، توفيت الزوجة الأولى قبل أن يتمكنا من إنجاب أطفال، في حين انفصلا عنه الزوجتان التي تزوجهما لاحقًا قبل أن ينجبا أي طفل له.

بعد وفاة والده يزيد، تولى معاوية بن يزيد الخلافة في الرابع عشر من شهر ربيع الأول بعد أربعة وستين هجريًا. وعلى الرغم من قصر فترة حكمه، فقد قيل إنه حكم لمدة أربعين يومًا فقط. كان معاوية بن يزيد يعتبر شابًا تقيًا وحكيمًا، ولكنه لم يمضِ في الحكم فترةً طويلة بما فيه الكفاية لتحقيق إنجازات كبيرة.

في الحقيقة، حكم معاوية بن يزيد قد شهد بعض التحديات والتوترات السياسية التي حدثت في ذلك الوقت. ومع ذلك، فإن الجمال الخارجي والأخلاق الحسنة التي يتمتع بها معاوية بن يزيد، جعلته شخصيةً مثيرةً للإعجاب في نظر الكثيرين.

ظاهرة أموية نادرة وموقف فريد من الخلافة

رغم قصر فترة حكمه، فإن معاوية بن يزيد كان يُعتبر ظاهرة أموية نادرة وفريدة من نوعها. واحدة من الأسباب التي جعلته مثيرًا للانتباه هي موقفه الاستثنائي من الخلافة، حيث تفكر في التنازل عنها بعد فترة قصيرة من توليه المنصب.

رغم أن مدة حكمه كانت محدودة وألمت به مشاكل صحية، إلا أن غياب سجل أعماله خلال فترة حكمه يعزى لهذه الأسباب. لكن على الرغم من ذلك، يظل معاوية بن يزيد شخصية فريدة ومحفوظة في التاريخ الإسلامي.

من المثير للاهتمام أنه في مرحلة مبكرة من حكمه، انتبه معاوية بن يزيد لصعوبات الخلافة وقرر التنحي عنها. قراره هذا قد يكون مفاجئًا وغير متوقع، ولكنه يبرهن عن نزاهته وقدرته على التفكير الاستراتيجي وتصور مستقبل الدولة الأموية.

بالرغم من قصر فترة حكمه، فإن معاوية بن يزيد بقدراته وقراراته المستقلة ترك بصمة في تاريخ الدولة الأموية، ولذلك يستحق الاهتمام والدراسة لمعرفة أكثر عن هذه الشخصية الفذة.

تحولات معاوية وشهادته المثيرة في تولي الخلافة

تحول معاوية بن يزيد إلى مشهد الانقسام الذي اجتاح المسلمين في ذلك الوقت، ووجد نفسه غير قادر على توحيدهم. تتباين آراء المؤرخين حول مدة حكمه، ومع ذلك، يُرجح أنها استمرت لثلاثة أشهر. يُقال أنه بعد وفاة والده يزيد، صعد إلى المنبر وأعلن: “إن هذه الخلافة حبل الله، وجدّي معاوية نازع الأمر أهله ومن هو أحق به منه على بن أبي طالب رضى الله عنه”، ثم استدل بما حدث في حياة أبيه وعمره، وصار مقيدًا بذنوبه في قبره. ثم تولى الأمر أبي، وكان غير مستحق له، وتنازع ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وبعد ذلك، قصفت عقله وأصبح مقيدًا بذنوبه في قبره، ثم بكى.

الخطبة الأخيرة لمعاويةوانسحابه الساكن

بعد ألقاء تلك الخطبة، كانت أسرة معاوية بن يزيد غاضبة منه لدرجة أن والدته عبرت عن ندمها على إنجابه. كان معاوية يعاني من المرض طوال فترة حكمه، وظل محجوزًا في منزله. ومع ذلك، في الأوقات الأخيرة من حياته، ألقى خطبة هامة تعبر عن موقفه من الخلافة. بعد أن قدم الحمد والثناء لله، قال: “أما بعد، فإني ضعفت عن أمركم، فابتغيت لكم مثل عمر بن الخطاب حين استخلفه أبو بكر فلم أجده، فابتغيت ستة مثل ستة الشورى فلم أجدهم، فأنتم أولى بأمركم، فاختاروا له من أحببتم”. ثم انسحب إلى منزله وظل غائبًا حتى وفاته.

معاوية وتزعزع الحكم الأموي

اعتبر المؤرخون أن موقف معاوية بن يزيد كان دليلاً على عدم رضاه عن تحويل الخلافة من الشورى إلى الوراثة، حيث رفض أيضًا أن يعهد لأحد من أهل بيته. كان معاوية في حالة مرضية شديدة جعلته غير قادر على منع العديد من المناطق من الانفصال عن حكم الأمويين. سيطر “عبد الله بن الزبير” على تلك المناطق وأعلن نفسه خليفة للمسلمين، على الرغم من رفض معاوية حصار مكة والمدينة وبراءته من مجزرة عاشوراء. تزعزعت سلطة الحكم الأموية ولم يعد معاوية يخرج للتواصل مع الناس، حيث كان “الضحاك بن قيس” يقوم بصلاة الجماعة وتسيير الأمور حتى وفاة معاوية.

وفاة معاوية والغموض المحيط بها

هناك بعض الغموض المحيط بوفاة معاوية بن يزيد، حيث توجد آراء تشير إلى أن أفراد عائلة الأمويين هم من قتلوه. يعود ذلك إلى تكراره عبارة “أشم رائحة دم ال البيت تفوح من عرش أبي”، حيث كان يرغب في تكفير عن الظلم الذي وقع في عهد والده يزيد.

ويقول بعض المؤرخين أنه توفي بسمّ، في حين يعتقد آخرون أنه توفي نتيجة الطعن. هناك أيضًا اعتقادات بأنه توفي بالطاعون، ولكن هذا الرأي يستبعد بسبب وجود حياة الترف في فترة حكمه وعدم انتشار الطاعون في ذلك الوقت. عندما حانت وفاة معاوية بن يزيد وتجمع أفراد عائلة الأمويين حوله، طلبوا منه تعيين خليفة من أهل بيته، ولكنه رفض وأعلن براءته من خلافتهم، ورفض أن يحمل مسؤولية ذلك الحقد الذي اعتبره باطلاً. وتوفي معاوية دون أن يسلم الخلافة لأحد، واستولى “عبد الله بن الزبير” على الحجاز، بينما سيطر مروان بن الحكم على دمشق. وتم دفن معاوية بجوار قبر والده يزيد في دمشق بسوريا.

معاوية بن يزيد: بين رؤيتين متضاربتين في التاريخ الإسلامي

إن الآراء المختلفة بين العلماء حول معاوية بن يزيد تعكس التباين في تقييمه وفهم دوره في التاريخ الإسلامي. الرأي الأول يرى أن معاوية من أهل النجاة، وذلك بسبب تصرفه بالاعتزال عن الخلافة واعترافه بأفضلية الإمام السجاد عليه السلام على الخلافة عنده. يعتبرون أن معاوية كان يؤمن بأن عليا وأولاده هم من يجب عليهم أن يتولوا الخلافة بدلاً منه وعن آبائه. بالنسبة للرأي الثاني، يرون أن معاوية بن يزيد كان مذنبًا وليس من أهل النجاة، بسبب عدم تسليمه الخلافة لأهلها وإكتفائه بعزل نفسه بسبب غضبه ورغبته في الاستمرار في الحكم.

إن التقييم النهائي لشخصية معاوية بن يزيد يعتمد على الاستناد إلى الأدلة التاريخية والتفاسير المختلفة. وبالتالي، يمكن أن يختلف الرأي بين العلماء والمؤرخين بشأن ما إذا كان يجب اعتبار معاوية من أهل النجاة أم مذنبًا.

أقرأ أيضا : معاوية بن أبي سفيان , مؤسس الدولة الاموية                                   

الي هنا تنتهي حلقة اليوم يمكن ان تستمع الي كثير من الفيديوهات علي قناتنا علي اليوتيوب من خلال هذا الرابط ” خلاصة كتاب

 

    اترك ردّاً