ملخص كتاب القرآن الكريم و الإنجيل و التوراة و العلم دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة

ملخص كتاب القرآن الكريم و الإنجيل و التوراة و العلم دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة

القرآن الكريم و الإنجيل و التوراة و العلم

كيف يمكننا أن نقيم صحة أو خطأ أمر ما؟ أولاً، يجب علينا أن نضع مشاعرنا جانباً وأن نتابع الدراسة بناءً على مبادئ علمية محايدة، متأكدين من استكشاف النقاط الضعيفة والأخطاء بدقة، وذلك بغض النظر عن الانتماءات والمعتقدات الشخصية. هذا النهج يمكن أن يكون مفيداً جداً في البحث عن الحقيقة. هذا بالضبط ما فعله موريس بوكاي في كتابه الذي أعده لك، والذي يحمل عنوان “القرآن الكريم والإنجيل والتوراة والعلم: دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة”. في هذا الكتاب، يقوم بتقديم دراسة للكتب السماوية الثلاثة في مهمة للبحث عن الكتاب الصحيح من بينها.

تأملات في الكتب المقدسة: الفروق بين الأديان والقبول الغربي للإسلام

في دراسة تفصيلية يقدمها الدكتور موريس بوكاي، يُسلط الضوء على الكتب المقدسة ويشرح الفروقات الكبيرة بين الأديان الثلاثة. مما يثير الدهشة هو أن كل دين لا يعترف بالأديان التي أتت بعده، بخلاف الإسلام، حيث يعتقد المسلمون بجميع الكتب المقدسة السابقة، وهذا ما أشير إليه في عدة مواضع بالقرآن الكريم.

ما قد يثير استغرابك هو عدم قبول الغرب بأن القرآن هو وحي من الله، فهم يعارضون هذا العقيدة بشكل كامل. يطلقون على المسلمين لقب “المحمديون”، وذلك للتشديد على أن الإسلام هو دين يقوم على أفكار رجل واحد، ولا يتعلق بتعليمات إلهية.

رغم بعض المحاولات التي قام بها الفاتيكان لتصحيح هذه النظرة في المجتمعات الغربية، فإن النتائج لم تكن كما يتوقع. ولذلك، ما زالت الأفكار الخاطئة حول الإسلام منتشرة بين المجتمعات الغربية المسيحية.

بعد مقدمة قصيرة تُعرض فيها الخلافات بين الأديان الثلاثة، ينتقل الدكتور بوكاي إلى المحور الأول في دراسته، والذي يتعلق بالكتاب المقدس الأول الذي تم الكشف عنه حسب التاريخ.

خلاصة كتاب (facebook.com)

التوراة والتواجد بين التاريخ والعلم: نظرة على التناقضات والتحريف

الغموض الذي يحيط بتجميع الكتاب على مدى القرون يثير تساؤلات كثيرة. في نهاية دراسته، يستنتج الدكتور موريس بوكاي أن التوراة قد كتبت على مدى تسعة قرون، وقد تعرضت للتحريف بشكل كبير. لقد أصبحت مجرد مجموعة من النصوص الأدبية تروي تاريخ الشعب اليهودي، حياتهم، والمعارك التي خاضوها. الأمور التاريخية اختلطت مع النصوص المقدسة، ولم يتم حفظها بشكل منفصل، بل اندمجت مع القصص الأدبية.

فماذا يمكن أن نتوقع إذا كان جزء كبير من نصوصها قد فقد أو اختلط بقصص الأشخاص الذين نقلوها على مدى هذه السنوات الطويلة؟ ليس من المستغرب أن نرى التوراة تتعارض مع التاريخ ولا تتفق تماماً مع ما يقوله المؤرخون.

غير أن الأشخاص الذين يشرفون على التوراة من اليهود قد حاولوا إخفاء هذا الأمر، أحياناً بالاعتراض، وأحياناً بالصراع مع العلم، وأحياناً بالدفاع الجدلي الذي لا يستند إلى أي بيانات علمية.

الأمر لم يتوقف على التصادم مع التاريخ فقط، بل أيضاً يتصادم التوراة مع العلم الحديث. هناك تضارب بين البيانات العلمية الحديثة والروايات الموجودة في التوراة. ويستعرض الدكتور بوكاي عدة أمثلة من التوراة للتأكيد، بطريقة محايدة ودقيقة، على صحة ما يحاول نقضه.

التوراة والعلم: تضارب الروايات حول نشأة الكون

واحدة من أكبر التحديات التي يواجهها العلم الحديث هي التنافر بين نشأة الكون حسب العلم الحديث والرواية المذكورة في التوراة. هذا التضارب غير قابل للتجاوز ولا يمكن التلاعب به ليتوافق مع الحقائق العلمية المعروفة.

في رواية التوراة، نجد قولها “في بدء خلق الله للسماوات والأرض، كانت الأرض خربة وخالية، وعلى وجه اللجة ظلمة، وروح الله كان يحوم على وجه المياه.” هذا يتعارض كلياً مع ما وجده العلم، حيث أن تكوين الماء في هذه المرحلة الأولى للخلق كان أمرًا غير ممكن. العلماء يعتقدون أنه قبل تكوين الأرض، كانت الكون ككل يتكون من كتلة غازية ظلماء ولجية، بعيدة كل البعد عن وجود الماء.

الطوفان في التوراة: التناقضات والتحديات أمام العلم الحديث

أحد التحديات الكبيرة الأخرى التي تواجه العلم الحديث هي قصة الطوفان العالمي المذكورة في التوراة. وهو الطوفان الذي يُعتقد أنه عاقب قوم النبي نوح عليه السلام، وفقاً للتوراة. ومع ذلك، لا تتوافق هذه الرواية مع النتائج التي وصل إليها العلماء المعاصرون.

ففي سفر التكوين، والذي يعد جزءًا من التوراة، يشير إلى أن الطوفان حدث عندما كان عمر الإنسان 120 عامًا. ثم يُلاحظ في نفس السفر أن الحياة البشرية، وخاصة في عائلة نوح، امتدت من 148 إلى 600 عام.

والجدير بالذكر أن التوراة لا تتصادم فقط مع العلم الحديث، بل أيضًا مع نفسها. توجد العديد من الروايات المختلفة في كتب التوراة المختلفة، والتي تجعل الجمع بينها أمرًا صعبًا بسبب التنافر الشديد بينها.

الأناجيل والعلم: التوتر بين الروايات الدينية والنظريات العلمية

مثل التوراة، الأناجيل أيضًا جُمعت بعد وفاة المسيح بسنوات طويلة، وأقامها أشخاص لم يكونوا شهودًا عيانًا لحياة المسيح وتعاليمه. هذا النقل عبر الأجيال جعل الأناجيل عرضة للتغيير والتحريف، مما أدى إلى صراعات مع نظريات العلماء وأقوالهم.

بالنظر إلى الأناجيل في الإطار العلمي الحديث، نجد قليلًا من الإشارات إلى الموضوعات العلمية. بدلاً من ذلك، تركز الأناجيل بشكل أساسي على تسجيل معجزات المسيح وتعاليمه.

مع ذلك، تُعتقد الدراسات أن هذه التعاليم قد تأثرت بالتحريف والتغيير، حيث تم جمع الأناجيل بعد المسيح بنحو سبعين عامًا، في زمن شهد صراعًا بين اليهودية المسيحية والمسيحية البوليسية.

من بين الأمور المثيرة للجدل المذكورة في الأناجيل، النسب المختلفة للمسيح، والخلافات حول بعض الأوقات الزمنية المهمة، مثل وقت آخر عشاء للمسيح مع تلاميذه.

حتى القرن التاسع عشر، لم يكن الأناجيل متاحة للجمهور العام للقراءة والفهم، بل كانت الكنيسة تنشر نصوصًا محددة لا تثير الشكوك أو تطرح أسئلة صعبة. ولكن منذ ذلك الحين، أصبحت الفرصة متاحة بشكل أكبر لدراسة الكتاب المقدس وتقديم بحوث ودراسات موضوعية تسعى للدقة في تفسيرها.

القرآن والعلم: مواجهة الغموض وتحفيز البحث العلمي

تشدد الدراسة على الغموض الذي يكتنف الإسلام والقرآن في بعض مجتمعات الغرب. على عكس الكتب الدينية السابقة، يبدو أن القرآن لا يتعارض مع العلم ولا يتخذ موقف الدفاع، بل يحث أتباعه على البحث المستمر والتحري في الظواهر الكونية.

من خلال نفس المنهج البحثي الذي استخدمه موريس لدراسة الكتب المقدسة، يدرس القرآن الكريم، بما في ذلك ظروف نزوله وتدوينه وجمعه، وموقف العلم المعاصر من محتواه. يستعرض الباحث بعض الآيات القرآنية الفلكية، ويضعها في سياق ما توصل إليه العلم، ويجد أن القرآن لم يخالف المعرفة العلمية.

يجد موريس أيضًا أن القرآن ذكر بعض علوم النبات والحيوان، والتي لم تتعارض مع العلم. بعد هذا البحث الشامل، يخلص إلى أن القرآن تم تدوينه في حياة النبي محمد، وأن أصحابه حفظوه أيضًا في حياته. وقد تم جمعه في كتاب واحد، المصحف، بعد وفاة النبي بوقت قصير.

من الجدير بالذكر أن من قام بجمع القرآن هم أشخاص شهدوا الزمن الذي نزل فيه القرآن، على عكس ما كان الحال في الكتب السابقة. وبناءً على ذلك، لم يتعارض القرآن مع أي من معطيات العلم الحديث، مما لا يثير الدهشة لكتاب تم الحفاظ عليه منذ اللحظات الأولى سواء بالتدوين أو التلقين.

الأدلة على إعجاز القرآن تشمل أن بعض آياته لم يتم فهمها حقاً حتى تطور العلم ليصل إلى مرحلة يمكن فيها تفسير الغموض الذي لم يكن مكشوفًا للعلماء في الماضي. القرآن يحث أتباعه على البحث المستمر والتأمل في الخلق والتحقيق الدقيق قبل القبول بالتقاليد أو النقل. هذا لا يمكن إلا أن يكون دليلًا على حماية القرآن من التحريف أو الانتقاد الذي قد يطاله إذا تمت دراسته بشكل حيادي وموضوعي.

هذا الأمر ينفي الاحتمالية أن يكون القرآن قد تعرض للتحريف أو التلاعب، كما كان الحال مع الكتب الدينية السابقة.

القرآن والتوراة: تحليل للروايات ومقارنتها

الكاتب يتعمد الرد على الاتهامات التي يتقدم بها اليهود غالباً، مفادها أن نبي الإسلام ينقل الوحي من كتب التوراة. يستند الكاتب في رده على مقارنة بين روايتين من القرآن والتوراة، ويوضح الفروقات الكبيرة بينهما.

يدعي الكاتب أن القرآن لم ينقل روايات من التوراة، كما يزعم البعض، وذلك لأن هناك تبايناً كبيراً بين الروايات في كل من الكتابين، خاصةً فيما يتعلق بروايات بداية الخلق والطوفان. الباحث يجد أن الروايات التي ذُكرت في القرآن لا تتفق مع تلك التي جاءت في التوراة.

ومع ذلك، فإن الرواية التي لم تختلف بين الكتابين، والتي تتعلق بقصة موسى، يبدو أنها تكمل رواية التوراة. هذا يضعف الاتهامات الموجهة ضد القرآن بنقله روايات من التوراة.

بشكل مماثل، يشير الكاتب إلى أن رواية فرعون التي ذُكرت في التوراة والقرآن لا تتعارضان، بل يكمل كل منهما الآخر. يشير القرآن إلى نقاط لم تتطرق إليها التوراة، مما يضعف القول الذي يدعي أن القرآن نسخ من التوراة. هذه المقارنات تبرهن بوضوح على التفرد والاستقلالية التي يتمتع بها القرآن.

القرآن والأحاديث النبوية: دراسة تحليلية للتفسير والاستيعاب

يتناول الكاتب في دراسته الاختلاف الكبير بين القرآن والأحاديث النبوية. يذكر أن القرآن تم تدوينه وجمعه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته بوقت قصير. في حين أن الأشخاص الذين جمعوا الأحاديث النبوية لم يعاصروا النبي ولم ينقلوا عنه مباشرة، بل حدث ذلك بعد وفاته بأعوام عديدة، مما يجعل ظروف جمع الأحاديث تتشابه مع ظروف جمع التوراة والإنجيل.

الكاتب يشير أيضًا إلى أن الأحاديث النبوية التي يتم الاعتراف بصحتها في الوقت الحالي قد تتعارض في بعضها مع العلم الحديث. يستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال “أنتم أعلم بأمور دنياكم”، مشددًا على أن النبي ليس بالضرورة على دراية تامة ببعض الأمور الدنيوية التي يحثنا أن نعود فيها إلى المتخصصين فيها.

وفي نهاية دراسته، يخلص الكاتب إلى أن القرآن هو الكتاب الوحيد الذي لا يمكن أن يكون قد كتبه الإنسان، وأنه منزل من الله سبحانه وتعالى. وأنه، على الرغم من الحقائق العلمية المعاصرة، لم يتعارض القرآن مع أي منها. بل على العكس، فإن القرآن قد سبق العلم في بعض الأحيان، وهذا يشير إلى أنه لا يمكن أن يكون كتابًا بشريًا.

فيما يتعلق بالأحاديث النبوية، الكاتب يستند على التناقض بين العلم وبع

ض الأحاديث لإثبات صدق نبوة النبي وحفظه للوحي، مشيرًا إلى أن القرآن، إذا كتبه محمد، كان سيتصادم مع الحقائق العلمية.

يشدد الكاتب على أن القرآن نزل للبشر كافة ولم يكن محصورًا بين نخبة من الناس. وكان منذ بداياته في يد جميع المسلمين، مما يأمن عدم تحريفه لأن المسلمين يفخرون بتعلمه ويتسابقون على حفظه. ويخلص إلى أن القرآن، على عكس الكتب السابقة، تم تدوينه وحفظه في حياة النبي محمد، وتم جمعه في “المصحف” بعد وفاته بوقت قصير.

الكاتب يوضح أن القرآن لم يتعارض مع أي من معطيات العلم الحديث، وهذا ليس مستغربًا لكتاب حفظ منذ لحظاته الأولى سواءً بالتدوين أو التلقين. ومن دلائل إعجازه أن بعض آياته لم يتم تفسيرها إلا في القرن العشرين، بعد مرور قرون عديدة على نزول القرآن.

يشدد الكاتب على أن القرآن يتفرد بموقفه من العلم وحث أتباعه على البحث والتأمل الدائم في الخلق وعدم الاستسلام لنقل الأحاديث بدون تفنيد ودراسة. وبهذا، ينفي الكاتب أن القرآن قد تعرض للتحريف أو التلاعب كما هو الحال في الكتب السابقة.

الفلسفة و الأجتماع – مكتبة خلاصة كتاب (khkitab.com)

    تعليق واحد

    اترك ردّاً