يزيد بن عبدالملك – تاسع خلفاء الدولة الأموية

شارك

عرفنا في الحلقات اللي فاتت ازاي نشات الدولة الاموية وعرفنا انها تاني دولة في الاسلام بعد دولة الخلفاء الراشدين وتعتبر الدولة الاموية اكبر دولة في تاريخ الاسلام وكل الخلفاء من اول مروان بن الحكم لحد ما وصلنا للخليفة عمر بن عبد العزيز كان كل خليفة منهم له بصمة واضحة وسياسة معينة كان بيمشي عليها عشان يحافظ علي الدولة الاسلامية الكبيرة دي سواء باللين او الشدة بس في النهاية كانوا محافظين علي استقرارها علي قدر المستطاع  

                                                             
لكن شخصيتنا النهاردة مختلفة تماما كتب عنها المؤرخون ووصفوا الشخصية دي بان حبه للجوار واللهو كان اهم شئ في حياته واهمل الرعية واهتم بالملذات ووصفوه بخليع بني امية وشخصيتنا بتكون يزيد بن عبد الملك                                                                          
اسمه يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن ابي العاص بن امية بن عبده شمس  بن عبده مناف ابو خالد القرشي الاموي , امه عاتكة بنت يزيد بن معاوية  ولد بدمشق سنة 72 هجريا كان محبوب في قريش واتربي علي ايد علماء كتير وحفظ الحديث وروايته اتولي  الخلافة بعد عمر بن  عبد العزيز بعهد من اخوه سليمان بن عبد الملك علي ان يكون الخليفة بعد عمر بن عبد العزيز وده كان في رجب سنة 101 وكان عمره 29 سنه بدأ حكمة بالسير علي نهج عمر بن عبد العزيز لكن للاسف مقدرش يستمر علي النهج ده لان زي ما عرفنا كان عمر بن  عبد العزيز اسطورة العدل وصعب ان حد يبقي زيه                             
كان يزيد حاكم عادي وكان الفرق بينه وبين الخلفاء اللي قبله واضح جدا ومكنش عنده الحماسة انه يسير علي منهج عمر ولما العلماء شافو منه عدم الاهتمام انصرفوا وبعدو عنه          

    وبدأ يزيد يمشي علي نهج عمر يقال لمدة 40 يوم وبعد كده انشغل عن الخلافة بالجواري والخمر وبدأت الحكاية لما حب جاريتين واحده اسمها والتانية  اسمها حبابة وبقي يقضي معاهم معظم وقتة وكان يسمع منهم الاغاني ويشرب الخمر ويلبس افخم الثياب ويصرف مبالغ كبيرة علي الترف لدرجة انه مره اعطي الحلاقين اربعة آلاف درهم  مع انه قبل الخلافة كان بيحضر مجالس العلماء ويسمع توجيهاتهم وبياخد العلم منهم وبلغ درجة عالية من العلم وحفظ الحديث وروايته خلت بعض المؤرخين يعتبروه من المحدثين وكان بيقتضي بعمر بن عبد العزيز وسار علي نهجه في اول ايام الخلافة لكن طبعا قرناء السوء مسابهوش لحد ما غرق في حياة البذخ والشرب واللهو ويقال ان اللي اشترت له الجواري هي زوجته سعدة عشان تصرفه عن الخلافة وطبعا انشغال يزيد ده خلا بعض الناس يثوروا عليه دا غير ان المعارضين رجعوا بقوة لان سياسته مكنتش تلائم وضع الدولة في الوقت ده كانت اللي كانت محتاجة قيادة صالحة تحافظ علي امن الدولة واستقرارها  وطبعا الحركات الثورية اللي كانت مختفية ظهرت مره تانية واولهم يزيد بن المهلب اللي خرج علي يزيد واستولي علي البصرة لكن يزيد جهز جيش بقيادة اخوه مسلمه ودار بين الجيشين معركة دامت تمن ايام اتقتل فيها يزيد بن المهلب وعدد كبير من اخواته ومن الجيش وده كان سنة 102 هجريا وجت بعد كده حركات الخوارج واولها حركة شذب اللي اتجددت من تاني وبرضو تم القضاء عليها من خلال مسلمة اخو يزيد اللي قضي عليها وهو في طريقه للقضاء علي يزيد بن المهلب وبدأت حركات الخوارج تتوالي ورا بعضها وكان يزيد يبعث للقضاء عليها
زي حركة مصعب الوالي وحركة عقفان وحركة مسعود العبدي في البحرين واليمامة وحركة شريم اليهودي وهو كان يهودي سوري واعلن انه المسيح المنتظر والمنقذ لليهود وقام بحملة عشان ياخد فلسطين من المسلمين

واشترك معاه يهود بابل واسبانيا لكن قائد الحملة اسروه وقتلوه وعرضه الخليفة يزيد علي الناس علي انه مهرج و دجال وامر بقتله واتمكن يزيد بقيادة اخوه مسلمة من القضاء علي الحركات وحافظ علي البناء الداخلي للدولة باخماد الحركات دي                               
وفي حاجة كويسة عملها يزيد انه امر بتكسير جميع الاصنام والتماثيل واي صورة لروح وحب انه يطهر الدولة الاسلامية من اي بقايا للوثنية وامر هدم الكنايس اللي اتبنت جديد في الاسلام ومع ان يزيد بن عبد الملك كان مبيعطيش كل وقته وجهده لشئون الدولة ومع ذلك حرص علي استمرار الفتوحات الاسلامية في عهده وعاود الجيش نشاطه العسكري في زمن يزيد وده كان بسبب اخماد الحركات التمردية او صد عدوان خارجي او استمرار في حركة الفتوحات ومواصلة الجهاد ونشر الدعوة في البلاد               
لكن يزيد مكنش بتبع سياسة عمر بن  عبد العزيز وعزل عمال عمر وحاد عن طريق عمر واصلاحاتة واهمل الاصلاح الداخلي ومهتمش بتطبيق احكام الاسلام وسياسته دي جرت البلاد للوهن والتدهور بس الضعف ده مظهرش في عهده لكن هيظهر بعد كده ده غير انه رجع مظاهر الخلافة وابهة السلطان وميله الي اللهو وسماع الاغاني والمغنيين وكان بينفق كتير جدا علي الشعر والطرف لدرجة انه اعطي رجلا الف دينار عشان يروح علي دواب البريد للشام عشان يسمع شعر يحسن مزاجه وخرج علي النهج الاسلامي خاصة في السياسة المالية وفرض ضرائب غير شرعية وكان بجمع لاموال بالشدة لدرجة انه سمع كلام عمر بن الوليد اللي اتهم الخليفة عمر بن عبد العزيز انه مخبي اموال وجواهر في منزله ولما بعت يزيد لاخته فاطمة زوجة عمر بن عبد العزيز يسألها عن المال والجواهر قالت ان عمر بن عبد العزيز مسبش لا كتير ولا قليل فراح يزيد بنفسه يفتش البيت وكان معاه عمر بن الوليد ولما دخل متلقاش اي مال       

لكنه اتلقي جزء مخصص من البيت لعبادة الله فبكي يزيد وخرج عمر بن الوليد مخذول                                                          
بس الحركة العلمية استمرت في عهد يزيد وفضلت المساجد تؤدي دورها في الحركة العلمية خاصة الجوامع الكبيرة وواصل العلماء حلقات الفقه والتدريس حتي ان بعض العلماء كانوا بيعقدوا مجالس علم  في منازلهم وانتشرت الصحف والكتب والمكتبات والحق ان يزيد مكنش بيسيب الامور تجري من غير ضابط ومكنش بعيد عن دفة الحكم كان بيعالج الامور ويخطط لها وله بعض الاعمال الحسنة حتي انه زي ما قولنا اخمد التمرد واصدر مرسوم بتكسير الاصنام والتماثيل وسمح بنشر مجالس العلم والكتب واتحققت انتصارات وفتوحات في عهده واهتم بالاصلاح وبناء بعض المدن زي اللازقية لكن كتب التاريخ صورت يزيد بصورة الخليفة اللاهي عن مصالح دولته وده لان وقع في حب جارية اسمها حبابة وكان بيقعدها علي يمينة وجارية اسمها سلامة علي يساره وكانت حبابة جارية من جواري المدينة واتعلمت اصول الغناء وكانت جميلة جدا فتنت اهل المدينة بصوتها الجميل ودلالها وكان عندها مواهب كتير ولما اشتراها يزيد بعد ما حبها سماها حبابة وكانت اول جارية عربية تفتن خليفة عربي وكان اشتراها في عهد اخوه سليمان باربعة آلاف دينار ولما عرف اخوه سليمان باعها واشتراها رجل من افريقيا ولما اتولي يزيد بن عبد الملك الخلافة قالت له زوجته في يوم (هل بقي في نفسك من امر الدنيا شئ ؟ قال نعم حبابة) فبعثت مال كتير جدا واشترتها وزينتها وخبتها وراء الستارة  وسألته مره تانية يا امير المؤمنين هل بقي في نفسك من امر الدنيا شئ ؟ قال او ما اخبرتك فامرتها بالغناء فلما سمعها انبهر وكشفت الستار واظهرتها له ويقال ان زوجته اشترتها عشان تلهي الخليفة عن الحكم وتمهد الطريق لابنها وفعلا اتأثر الخليفة يزيد بالجارية حبابة تأثير كبير                     

لدرجة انها لعبت دور خطير في السياسة وبلغت انها اثرت علي يزيد وانشغل بسببها عن امور الدولة وبينفذلها كل امورها وفي يوم امر يزيد وهو مع حبابة بطبق عنب ويقال رمان وكانت بتاكل منه وفجأة وهي بتضحك شرقت بها وماتت فحزن يزيد عليها حزن شديد لدرجة انه امر انهم ميدفنوهاش  وقعد جنبها يبكي لحد ما اجتمع بني امية وعنفوه وعابوا عليه اللي بيعمله وقالو قد صارت جيفة بين يديك فاذن له فدفنها ولما اتدفنت فضل قاعد جنب قبرها وروي انه اشتاق اليها بعد ثلاثة ايام من دفنها فنبش قبرها عشان يشوفها ومسبهاش الا لما نهوه عن كده ودفنوها ورجع بيته حزين ومرض ومن كتر حزنه عليها ومات بعدها ب 17 يوم ودفن جوارها وصدق الامام علي بن ابي طالب رضي الله عنه عندما قال ان العشق مرض ليس فيه اجر ولا عوض                                             
وبكده خلصت حلقتنا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته                
اهم المصادر :                                                              
الدولة الاموية في عهد الخليفة يزيد بن عبد الملك للدكتور عبدالله بن حسين الشريف                                                                          

شارك
خلاصة كتاب
خلاصة كتاب

مؤسس موقع خلاصة كتاب

المقالات: 439

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *