مرحبًا بكم في حلقة جديدة من سلسلة خلفاء الدولة الأموية. في حلقتنا اليوم، سنتعرف على الخليفة الأموي الثالث عشر، إبراهيم بن الوليد، الذي استمر في حكمه لمدة 70 ليلة فقط. تلك الفترة شهدت تحديات كبيرة، مع وصول الدولة الأموية إلى مرحلة خطيرة نتيجة الصراعات والحروب والثورات المتتابعة. كما عاشت الدولة تفرقًا وقتالًا بين أحفاد عبد الملك بن مروان بسبب السعي للحكم.
جدول المحتويات
رحلة قصيرة ومصير ملتبس في حكم الدولة الأموية
إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك، المعروف أيضًا باسم أبو إسحاق، كان عضوًا بارزًا في الأسرة الأموية وهو الابن السادس للخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك. وُلدت له من أم بربرية يُقال أن اسمها نعمة. يُعتبر إبراهيم أخًا لمروان الحمار من نفس الأم.
إقرأ أيضا:كيف غير السكر العالم: رحلة عبر التاريخ من الحقول إلى الثورات والعلمكان إبراهيم بن الوليد ذا مظهر جميل وقوام طويل وبشرة بيضاء، وكان يميل قليلاً للسمنة. تولى الخلافة بعد شقيقه يزيد. يُقال إنه عندما كان يزيد على فراش الموت، دخل إليه رجل يدعى قطن وطلب منه أن يوصي بأخيه إبراهيم بن الوليد ليكون خليفته بعده. لكن يزيد غضب بشدة لدرجة أنه فقد الوعي، واعتقد البعض أنه قد توفي. ثم كتب على لسان يزيد الناقص وصيته بتعيين إبراهيم بن الوليد خليفةً بعده. ومع ذلك، لم تستمر حكم إبراهيم بن الوليد لفترة طويلة، حيث كان يحمل مسؤولية مقتل الخليفة المقتول وكان مُطالبًا بالقصاص من قِبل محمد بن مروان بن الحكم، الذي حمل معه أخاه يزيد مسؤولية الجريمة.
وبتاكيد كل هذا كانت مناورات حتي ياخد الحكم من ابراهيم بن الوليد فكان الطمع فى الحكم والثورات والانقلابات والانقسامات كل ده كان كفيل ان يؤدى لانهيار الدولة الاموية.
مؤامرات وثورات: سقوط حكم إبراهيم في ظل التدخل لمروان بن محمد
صياغة: في عام 128 هجريًا، تولى إبراهيم بن الوليد الخلافة، ولكن للأسف، لم يستقر حكمه. فقد حرض مروان بن محمد العديد من الأشخاص ضد إبراهيم، ولم يبايعه سوى الأشخاص البسطاء وأهل دمشق. حتى أشارت التقارير إلى أن هناك بعض الأشخاص الذين قدموا التحية لإبراهيم مرة بصفته الخليفة ومرة بصفته الأمير، مما أثار الارتباك وعدم الاستقرار في الحكم.
إقرأ أيضا:يزيد الثالث بن الوليد – خلفاء الدولة الامويةعندما علم إبراهيم أن أهل حمص رفضوا البيعة، أرسل ابن عمه عبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك لاستعادة البيعة بالقوة وحاصر المدينة. وخلال الحصار، حضر مروان بن محمد، وعندما علم عبد العزيز ببدء مروان للمدينة، قرر ترك حمص والهروب. ودخل مروان المدينة وبايعه أهلها، وساروا معًا إلى دمشق لإعلانهما الخلافة.
معركة عين الحر: الصراع الدامي بين إبراهيم ومروان بن محمد
بعدما وصل مروان بن محمد وإبراهيم بن الوليد إلى دمشق لإعلان الخلافة، كان ينتظرهما إبراهيم بن الوليد بجيش قوي بقيادة سليمان بن هشام، حيث كان عدد جنودهم يقدر بـ 120 ألف جندي، في حين كان جيش مروان يبلغ حوالي 80 ألف جندي.
وقعت معركة عنيفة بينهم في مكان يُعرف بـ “عين الحر”، الواقعة بين دمشق وبعلبك. تكبد سليمان هزيمة قاسية، حيث قُتل من جنوده حوالي 17 ألفاً وأُسروا حوالي 17 ألف جندي من جيشه. تم الإفراج عن الأسرى بعد أن قدموا البيعة لأولاد الوليد. ومع ذلك، استمر سجن رجلين وتعرضا للتعذيب والقتل، لأنهما كانا متورطين في قتل الوليد. بعد هذه الهزيمة، عاد سليمان بن هشام منهزماً.
صراع الثأر وسقوط إبراهيم: نهاية مأساوية للخلافة الأموية
بعد هذه الهزيمة، عاد سليمان بن هشام منهزماً، وأخبر إبراهيم بن الوليد بما حدث. واتفق الاثنان على قتل أبناء الوليد بن يزيد وعثمان قبل وصول مروان بن محمد.
إقرأ أيضا:سليمان بن عبد الملك – سابع خلفاء الدولة الامويةعرضوا أنه إذا بقيا على قيد الحياة، سيقوم مروان بطردهما وتسليم الحكم لهما. وإذا تولى أبناء الوليد الحكم، سيقومون بالانتقام والثأر من قتل والدهم. وبالفعل، اتفق سليمان وإبراهيم على تنفيذ عملية القتل، وهرب إبراهيم بن الوليد وأنصاره بعد ذلك.
دخل مروان بن محمد دمشق وبايعه أهل المدينة بالخلافة. ويقال إنه نهب دار الأموال ونبش قبر يزيد الناقص وصلبه على باب الجابية، وهو باب في الجانب الغربي لمدينة دمشق يعود للفترة الرومانية.
تمكن مروان من الهروب وتوجه سليمان إلى إبراهيم بن الوليد، ودخل مروان بن محمد دمشق وبايعوه بالخلافة. وبمرور الوقت، ضعفت سلطة إبراهيم بن الوليد وازدادت قوة مروان بن محمد.
هرب إبراهيم من دار الأمارة واختبأ حتى أعطاه مروان الضمانة الآمنة، واستسلم إبراهيم بن الوليد لسلطة مروان وتنازل عن الخلافة بشكل طوعي. عاش إبراهيم بن الوليد حتى قتل في مأساوية واقعة السفاح، وقيل أنه غرق في نهر الزاب. وكان نقش خاتمه يحمل عبارة “إبراهيم يثق بالله”.
الخاتمة
في ختام هذا السرد المثير، نجد أن حقبة حكم إبراهيم شهدت صراعات ومؤامرات مستمرة تهدد استقرار الدولة الأموية. مع وصول مروان بن محمد إلى الحكم، وبعد سلسلة من المعارك والمؤامرات، انتهى حكم إبراهيم بن الوليد وخلع عن الخلافة. كانت هذه الفترة محفوفة بالمخاطر والتوترات، وانتهت بمأساوية واقعة السفاح التي أودت بحياة إبراهيم بن الوليد وغيره من أفراد عائلة بني أمية.
تاريخ الدولة الأموية يعكس تحولات وتضاربات السلطة والصراعات الداخلية، وما حدث خلال حكم إبراهيم بن الوليد يعد جزءًا من هذه الرواية العاصفة. بالرغم من مدة حكمه القصيرة، فإن تأثيره وصراعه مع مروان بن محمد يظل له بصمته على تاريخ الدولة الأموية.
لذا، يتبقى في ذاكرتنا قصة إبراهيم بن الوليد ومصيره الذي تلاه. رغم أن حكمه كان قصيرًا ومضطربًا، فإنه يُعتبر جزءًا لا يتجزأ من مسيرة الخلافة الأموية وشهداء بني أمية. نحن نستذكر تلك الأحداث التاريخية المثيرة وندرك أنها تشكل جزءًا من التطورات المتلاحقة التي شهدتها المنطقة في ذلك الوقت.
اهم المصادر
- باب في كتاب البداية والنهاية لابن كثير.
- عصر الاتساق تاريخ الامة العربية الجزء الرابع الفصل التاسع خلافة ابراهيم بن الوليد.