[featured_image]
تحميل
Download is available until [expire_date]
  • Version
  • تحميل 2
  • حجم الملف 198.66 KB
  • عدد الملفات 1
  • تاريخ الإنشاء سبتمبر 7, 2024
  • تاريخ أخر تحديث سبتمبر 7, 2024

كتاب فكر وتصرف كأنك قط

القطط تعرف كيف تعيش أفضل منا. نعم، هذا هو السر الصادم الذي يكشفه ستيفان غارنييه في كتابه "فكر وتصرف كأنك قط". بينما نحن البشر نهرول في كل اتجاه، مملوئين بالقلق والضغوطات، تجد القطط تعيش بكل بساطة وبطريقة تجعلها تبدو وكأنها تملك كل الإجابات. إنها لا تبحث عن رضى أحد، ولا تلهث خلف كل فرصة. بل تترك العالم يأتي إليها. وهذا يجعلنا نتساءل: ماذا لو تعلمنا شيئًا أو اثنين من هذه الكائنات الهادئة؟
غارنييه يدعونا في هذا الكتاب لنرى القطط ليس فقط كحيوانات أليفة، بل كمدربين للحياة. فكر في الأمر: القطط تفعل ما تريد، متى ما تريد، بدون أي شعور بالذنب أو القلق. تنام عندما تحتاج إلى الراحة، وتتجاهل كل ما يزعجها، وتكرس اهتمامها فقط لما هو مهم… نفسها. ألا يبدو هذا مثل الحياة المثالية التي نحلم بها جميعًا؟ لماذا نحن معقدون كل شيء بينما القطط تأخذ الأمور ببساطة؟
أحد الأشياء الرائعة في الكتاب هو كيفية تفسير غارنييه للحكمة اليومية التي تمتلكها القطط، وتطبيقها على حياتنا المليئة بالفوضى. على سبيل المثال، القطط أساتذة في الاستقلالية. فهي لا تحتاج إلى اهتمام أو تأكيد مستمر مثل الكلاب (أو مثلنا نحن). وهنا تكمن النقطة الرئيسية: القطط تتقن فن الاستمتاع بالوحدة دون الشعور بالوحدة. تخيل أنك تعيش حياتك بدون التحقق المستمر من هاتفك أو القلق من رأي الآخرين. القطط لا تهتم إن كنت تحبها أم لا. إنها تعرف قيمتها. وهنا يبدأ القارئ في التفكير بجدية في مصدر توترنا الدائم، وهو السعي وراء موافقة الآخرين.
وسط الكتاب، يلقي غارنييه كرة غير متوقعة: القطط أساتذة في "اليقظة الذهنية". كيف؟ هذه المخلوقات التي تبدو وكأنها تنام معظم الوقت، هي في الواقع، أسياد التركيز الكامل. تعيش اللحظة بكل تفاصيلها. بينما نحن البشر مشغولون بالتفكير في الغد أو القلق على الماضي، القطط تركز فقط على الحاضر. عندما تلعب، تلعب بكل تركيز، وعندما تستريح، فإنها تستريح بعمق. وكأنها تعرف سر الحياة الذي نسيناه جميعًا: الحياة ليست في فعل المزيد، بل في أن تكون حاضرًا أكثر.
ثم تأتي الضربة الأخيرة في الكتاب: القطط تعرف كيف تضع حدودًا. فكر في طريقة تعاملها مع الحنان مثلاً: ستدعك تلمسها، ولكن فقط بشروطها، وفقط للمدة التي تناسبها. وإذا تجاوزت الحدود، ستخبرك بذلك فورًا بصفعة أو بصوت هادر. نحن البشر؟ نتعدى حدودنا، نخشى قول "لا"، وننتهي غالبًا بالإرهاق. أما القطط، فتحافظ على طاقتها لما هو ضروري فقط.
عندما تصل إلى آخر صفحات الكتاب، تجد نفسك تشعر بنوع من الحرية. ربما، فقط العيش كقط هو الحل لحياة أبسط وأكثر إشباعًا. الأمر لا يتعلق بتجاهل العالم، بل بالانتباه أكثر إلى نفسك. وهذا هو الدرس الحقيقي: لا تحتاج إلى ملاحقة السعادة أو القبول أو النجاح. مثل القطط، كل ما عليك فعله هو أن تكون واثقًا بنفسك، والباقي سيأتي تلقائيًا.
من كان يعتقد أن ذيل قطة يحمل هذا الكم من الدروس؟